أحمد فياض-غزة لم تخرج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن حدود اللياقة الدبلوماسية في ردها على التلميحات المصرية بشأن تلقيها أموالا من قبل مجموعة متهمة بالتبعية لحزب الله اللبناني والدعوة لارتكاب أعمال عدائية، في حين صنف المراقبون هذه الاتهامات في خانة الضغط على الحركة لتليين مواقفها. فقد اكتفت الحركة على لسان أحد قادتها في غزة صلاح البردويل بالقول إن "حماس لم تتلق أي بيان أو إشارة رسمية من الحكومة المصرية تربط بين المجموعة التي تم القبض عليها وبين الحركة".
وأضاف في معرض توضيح موقف حركته للجزيرة نت "سياسة حماس في هذا الإطار أنها تنظيم بعيد كل البعد عن الانتماء لأي جهة معادية لأي نظام عربي"، مؤكدا حق مصر كدولة في أن تدافع عن سياساتها وأمنها وحدودها. بيد أن عددا من المحللين والمتابعين الفلسطينيين ممن استطلعت الجزيرة نت مواقفهم في هذه القضية، أجمعوا على أن توقيت الإعلان المصري هدفه الضغط على حماس لتليين مواقفها في الحوار الفلسطيني المرتقب أواخر الشهر الجاري. علامات استفهام وفي هذا الخصوص يقول الكاتب الفلسطيني المهتم بمتابعة شؤون الفصائل مؤمن بسيسو إن سكوت مصر عن نبأ التحقيق مع مشتبه بهم فيما نسب إليهم من اتهامات يشير إلى نية مصر هي الضغط على حركة حماس لتقديم بعض التنازلات فيما يخص الحوار الوطني الفلسطيني.
ويرى أن عنصر التوقيت تم تأجيله وتوظيفه لأغراض سياسية انطلاقا من أن الواقعة المشار إليها تمت قبل ثلاثة أشهر، الأمر الذي يثير العديد من علامات الاستفهام حول أسباب استخدام القاهرة هذا التوقيت من أجل الإعلان عن هذه القضية وكشف المتورطين فيها.
وبشأن الربط الذي ورد في اتهامات نيابة الدولة المصرية بين حزب الله اللبناني وحماس، يرى بسيسو أن الربط المصري نابع من مدى الإدراك المصري للتحالف السياسي الذي يضم حماس وإيران وسوريا وحزب الله في إطار حلف المقاومة والممانعة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] موقف استباقي أما الكاتب والمحلل الفلسطيني طلال عوكل فيرى أن الكشف عن التحقيقات في الوقت الراهن دليل على أن الجانب المصري يريد أن يظهر بعض ما لديه من ضغوطات حتى تأتي الأطراف الفلسطينية في يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري موعد عقد اللقاء بموقف حاسم.
واعتبر الإعلان المصري عن الخلية مجرد رسائل أولية ستكون مقدمة لحالة غضب مصري أكبر إذا فشلت جولة الحوار المرتقبة. ويتوقع المحلل الفلسطيني أن يعبر المصريون بأكثر من رسالة ضغط إذا فشل الحوار سواء على صعيد علاقتهم بحركة حماس أو بالأطراف الحليفة للحركة في المنطقة. امتعاض مصري ومن وجهة نظره، فإن غياب مصر عن القمة العربية وإعلانها عن تورط المجموعة الموقوفة بالعمل لصالح حزب الله عاملان يندرجان في سياق محاولات القاهرة إيصال هذه الرسائل تعبيرا عن مدى امتعاضها من الطرف العربي الذي لم يساندها على الأقل في موضوع إنجاح الحوار الفلسطيني.
ويذهب أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة وليد المدلل في قراءته للإعلان المصري إلى أبعد مما ذهب إليه الآخرون بقوله إن الهدف المصري هو توريط حماس ودفعها إلى الزاوية وجعلها في وضع الدفاع عن النفس.
وأشار للجزيرة نت إلى أن كل ما تعتبره حماس مرونة في تعاطيها مع ملفات الحوار لا يرتقي -بحسب رأيه- إلى ما يراد منها فعلا من الزاوية المصرية على الأقل.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
|