للبناء الإجتماعي نظام دقيق يقوم على مبدأ
التشاركية بين أفراده فلكل دوره ولكل مهمته وهذه المهمة تتحدد بحسب
الخبرات والمؤهلات التي يتمتع بها ويتكامل البناء الإجتماعي حينما يدرك كل
فرد من أفراده أهمية الدور المنوط به وحجم المسؤولية التي تترتب عليه تجاه
الآخرين.
إن المراقب لنظام عمل خلية
النحل يجد نظاما عجيبا في نمط السلوك الإجتماعي الفطري والذي يتفق مع
النظام الإلهي الذي سخر البشر لخدمة بعضهم بعضا فالكل خادم لغيره بصيغة أو
بأخرى (وجعلنا بعضكم لبعض سخريا) فأنا مسخر لخدمتك من خلال المساحة المخصصة
لي وأنت خادم لي من خلال الميدان
المتاح لك وأنا وأنت خدم للآخرين من خلال
مانملك من إمكانات الخدمة ويتحدد شرف هذه الخدمة من أهمية الدور الموكل لي
فكلما سمت المكانة وارتقت رتبت علي مسؤولية أكبر وجهدا أعظم تجاه من أتشرف
بخدمتهم وبما أنني خادم للآخرين فأنا أقل مرتبة منهم لآن الخادم دوما أقل
مرتبة من المخدوم لأن أعظم وسام يمتلكه الفرد خدمة الآخرين أليس سيد القوم
خادمهم وعلينا أن نعلم ونتعلم أن الله سبحانه إذا أحب عبدا قيض اليه حوائج
العباد والحقيقة التي لا تقبل الجدل هي أن أهمية الدور لا تأتي إلا من خلال
الإخلاص لما تعمل لأن المهمة تسمو وترتقي ليس بطبيعتها وحجمها بل بالصدق
والإخلاص لها عندها فقط نبدأ فهم مهامنا في بناء حضارتنا