أحبتي وإخوتي / أخواتي في الله ....
نبحث دوما عن شيء ما يسمى " السعادة " هذه الكلمة التي بحثنا وما زلنا نبحث عن المعنى الحقيقي لهذه الكلمة والتي إن بحثنا عنها فلن نجد نفس المعني في كل مرة ، كلمة نرددها ونأمل أن نجدها ونلمسها ونستشعر بها في حياتنا فأين نجد السعادة ؟
سؤال يلح بالإجابة عليه محاولين أن نجد المعني المناسب لهذه الجمالية " السعادة " فأين نجدها ويتكرر السؤال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أسئلة كثيرة تطرأ في حياتنا نسأل بها أنفسنا هل وجدنا السعادة ؟
هل وجدت سعادتي بكثرة المال واللهو والغناء؟ ، أم هل وجدتها في الشهرة والتكبر والرياء؟ ، أم وجدتها بالسفر والطواف في البلاد؟ ، أين نجد السعادة الدائمة؟، والخير غير المنقطع والنهر الجاري ؟ أين نجدها يا إخوتي ... إن كان المال يحقق السعادة ، فللنظر لشخص أعطاه الله المليارات ولكنه غير سعيد لأنه مصاب بمرض السرطان عافاكم وعافنا الله منه وشفى كل مريض به ، وأخر وآخر فهل حقق المال السعادة ،؟؟؟؟ أم أن الشهرة والمعرفة أعطتني السعادة التي أتمنها ... وأنظر للمشاهير وحياتهم فهل ذاقوا معنى السعادة ؟؟؟ إذا أين أجد السعادة .... سؤال يلح ويلح أين أجد السعادة .....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فالتسمع . لا توجد السعادة إلا في شيء واحد وهو (( طاعة رب العالمين والإخلاص في العبادة لخالق الإنس والجن )))
قال تعالى " ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا، ونحشره يوم القيامة أعمى ، قال رب لم حشرتني اعمى ، وقد كنت بصيرا ، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى" صدق الله العلي العظيم ، وسبحانه وتعالى عما يصفون ، هاك أخي وأختي مفاتيح السعادة الأبدية والنعيم غير المنقطع والخير الوفير هاك مفاتيح السعادة والنجاة فمدد يدك نحوها وتعلق بها ، هناك تجدها هناك تجد الراحة والأمان ، تجد السلوان ، بين حشد الذاكرين وآلاف التائبين العائدين لله هناك تجد سعادتك حينما تستشعر بقوة الإيمان ، وقربك لله فلماذا تبحث وتستجدي بالبحث ما دامت بين يديك أعظم سعادة في هذه الحياة فلن تجدها اخي إلا في مكان واحد ألا وهو " دفتي المصحف الشريف " أو في ركعة في هدوء الليل، أو دمعة تائب لله ، أو في حضرة النبي العدنان وأنت تلبي نداء الحق ونداء العدل هناك حيث النور حيث السعادة طائعا ملبيا " لبيك اللهم لبيك ". هاك كل السعادة بين يديك فاغترف ما شئت منها دون رقيب وحساب ، انتهل من ينابيعها وروي عطش حزنك وألمك ، أعد بها الصفاء والنقاء لروحك ووجدانك ، طهر بها النفس وألن بها جدران القلب لحب الآخرين ، تجد سعادتك دائما بين يديك ... فتأمل معي هذه السعادة الحقيقة هذه هي السعادة التي تعلو بالإنسان وتخلصه من آلامه وأحزانه وتعبه وشقاءه، ترفع به إلى منازل الشرف ومنازل الحق والفضيلة، وما أجملها من سعادة تلك التي تقربنا لله بالحرص على الطاعة والتقرب له سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة والنوايا الحسنة تجاة الآخرين وحب الخير لهم ، هي التي تشعرنا بالسعادة ولتعلم أن سعادة الآخرين هي سر سعادتك ، فلا تظلم احد وتحتقر احد حتى يحترمونك ويقدروك ، ولتكن مصدر سعادة للآخرين وليس تعاسه لهم ، وأقبل على الله حيث ستجدها دائما معك ... إنها الحقيقة المنجية إنها السعادة الأبدية .... حيث نور الإيمان يأخذنا لأبعد المكان وأبعد الزمان ... فكونوا دائما مع الله
قال تعالى " والذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله آلا بذكر الله تطمئن القلوب " صدق الله العلي العظيم
ويا لها من سعادة نملكها ونحن نسأل أين نجدها يا ويحنا ... جاءنا نبي الرحمة بالهدى ونسأل أين السعادة ؟؟؟ كيف ذلك ؟؟؟؟
بعث الله لنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ليكون بشيرا للكون ونذيرا جاء بالهدى والرحمة لبني الإنسان جاء بالنور ليخرج الناس من الضلال للهدى ، فكيف نغفل سعادتنا بهذا النبي العظيم ؟!!!، بهذا الدين فلنفرح ونملئ الدنيا فرحا ولنشكر نعمة الله علينا أن جعلنا من المسلمين العابدين له فأي سعادة نحن فيها ....
قال تعالى " وما أرسلنك إلا رحمة للعالمين " وقال " وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم " وقال " ويخرجهم من الظلمات إلى النور " وقال " هو الذي بعث في الأمين رسولا منهم يتلوا عليهم من آيته ويزكيهم ويعلمهم الكتب والحكمة وإن كانو من قبل لفي ضلال مبين " وقال " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها " صدق الله العلي العظيم .
فأي سعادة نبحث عنها .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اللهم صلي وسلم على خير البشر والمرسلين وعلى سراج الأمة ونور درب التائهين سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين
ولو أتيحت لي الفرصة لما انتهيت أبدا في البحث عن مفاتيح السعادة في هذا القرآن العظيم فكل كلمة فيه هي سعادة فلماذا نغفل عنه انظر لهذا ، قال تعالى "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون " وقوله " ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " وقال " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " صدق الله العلي العظيم
إذن ... فهل عرفتم طعم السعادة ... وهل وجدتموها ... فكروا وتأملوا .. وقرروا ؟؟؟؟؟؟؟
ونهاية استمع لقول هذا الشاعر :
سهرت أعين ونامت عيون في شؤون تكون او لا تكون ؟؟
فدع الهم ما استطعت فحملانك الهموم جنون
إن ربا كفاك ما كان بالأمس سيكفيك في غد ما يكون ...
فهذه هي السعادة إن فهمناها وتدبرنا معناها ستجدها لا محالة ... سعادة باقية خير من لذة فانية هذا هو الأصل وهذا هو الذي يجب أن نسعى له دائما ودوما بحياتنا ..
و لا يسعني نهاية هذا الحديث إلا أن أتمنى لكل بني الإنسان الخير والسعادة في الدنيا والآخرة في ظل واحات الإيمان والصدق وإليكم هذه الزهرة مهداة لكم جميعا وهي قول لأحد الحكماء حيث قال :
عند زيارة المصائب والنوازل علينا أن نزداد إدراكا بأن الشوك لم يوجد في الكون إلا ليزيد الورد رونقا وجمالا.
مع تحياتي وحبي لكم جميعا يا إخوتي وأخواتي العزيزات ...