غلاب التميز الفضي
عدد الرسائل : 821 العمر : 41 الموقع : http://www.elma3arif.net العمل/المهنة : سنة ثانية قانون أعمال مستوى النضال : 1772 تاريخ التسجيل : 13/03/2009
| موضوع: مواصفات القائد الإسلامي الجمعة يونيو 19, 2009 11:27 pm | |
| :) للداعي الإسلامي فتحي يكن رحمه الله تعالى
في بحثه "خصائص الشخصية الحركية لجماعة الإخوان المسلمين" يذكر الأستاذ فتحي يكن جملة من المواصفات للقيادة في الحركة الإسلامية
1-حاشية القائد وأعوانه والمقربون منه
إن مدخل الفساد وباب الإفساد الأكبر أن لا يهتم القائد بنوعية حاشيته والمقربين منه، وأن لا تكون لديه موازين شرعية في عملية الاختيار، وأن يترخص في مساءلة هؤلاء ومحاسبتهم.
إن ما نفخر به ونعتز في تاريخنا الإسلامي المجيد تلكم المواقف [القدوة] التي سجلها القادة، حيال سقطات المسؤولين والأتباع وأفراد الحاشية القيادية وهو ما يجب أن يحتذى..
ما أحوج القيادات الاسلامية إلى احتذاء مواقف كموقف المكلف بالجباية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي سمح لنفسه بقبول هدية قدمت إليه خلال عمله الوظيفي وقال:[هذه لكم، وهذه أهديت إلي]، حيث أنكر عليه القائد فعلته وقال:[أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر هل يهدى اليه أم لا]
وما أحوج القيادات الى موقف كموقف الخليفة عمر حين عاقب واليه على مصر عمرو بن العاص بسبب اعتداء ابنه على فتى قبطي، حيث أعطى القبطي عصاه وقال له:[إضرب إبن الأكرمين] والتفت إلى أبن العاص قائلا:[متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا]
إن تقريب القائد لضعيفي الإيمان مهزوزي الالتزام طالما أنهم يوالونه ويؤيدونه، وإبعاده للأتقياء الأنقياء لأنهم يعارضونه ويصدقونه المشورة والنصح لهو دليل صارخ على فساد في شخصيته، وضعف في عقيدته، وزغل في طويته..
مطلوب من القائد أن يحرص على تقريب أهل المعرفة والدراية والورع من الذين عرفوا زمانهم واستقامت طريقتهم.. وستبقى الآية القرآنية: [إن خير من استأجرت القوي الأمين] القاعدة الفضلى والمثلي في اختيار الأتباع والأصحاب والمساعدين والمكلفين والموظفين في شتى الظروف والأحوال.
إن من نتائج سوء اختيار القائد لحاشيته أنه سيناله نصيب من فسادهم، سواء فيما يشيرون عليه من سوء آراء وأفكار، أو فيما يمارسونه من جهالات، كما سيؤدي ذلك لا محالة إلى بـُعد الصالحين المؤهلين عنه، تحاشيا لمن يمكن أن ينالهم منه أو من حاشيته من سوء ! ولكم انهارت من حركات وتنظيمات وجماعات بسبب استفحال هذه الظاهرة في صفوفها فهل من مدكر ومعتبر؟
2- عندما لا يهتم القائد لخسارة إخوانه وانفضاضهم من حوله
لكم هي مسؤولية القائد الشرعية كبيرة ظاهرة انفضاض المقربين والأتباع من حوله، وتساقط أعضاء التنظيم في عهده، ثم هو لا يبالي ولا يأبه، ولا يسارع إلى دراسة المشكلة وبالتالي إلى معالجتها قبل أن تستفحل وتأتي على الصف كله !
ولكم هي اللفتة القرآنية معبرة وصارخة التي تشير إلى صفة من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال قوله تعالى:[لقد جاءكم رسول من أنفسكم، عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم، بالمؤمنين رؤوف رحيم] إنه حرص القائد على جنده، من أن ينالهم سوء أو تنزل بهم نازلة، فهو يتعهدهم بالرحمة ويأخذهم بالرأفة.. [ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك]
أين هؤلاء القادة الذين تبلد حسهم ومات شعورهم وتعطل مؤشر الإحساس بالمسؤولية لديهم من أولئك الذين كانوا يخافون من أن يـُسألوا عن ناقة تعثرت في العراق كما كان حال عمر رضي الله عنه حيث قال:[والله لو عثرت ناقة في العراق لكان ابن الخطاب مسؤولا عنه]
أين هؤلاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يلفت إلى عظيم مسؤوليتنا عمن حولنا، حيث يقول:[إن الله يسأل عن عِشرة ساعة] بينما نحن نذبحُ ـ بدون أسى ودموع ـ أناسا عاشوا معنا ألف ألف ساعة أو عمرا بكامله !!
إنها كارثة قيادية ومأساة تنظيمية أن لا نهتم أو نتساءل عمن غادرنا، لم غادرنا؟ وعمن انقطع عنا لم انقطع عنا؟ وعمن خسرناه وافتقدناه لم حصل معه ذلك !
عجيب بل غريب أن لا يتبادر إلى ذهننا أننا قد نكون نحن السبب !! وأن نكون السبب، ثم لا نبادر إلى العلاج ، وأن نكون من وراء قطع الرحم الأخوية والدعوية والحركية ثم لا نبادر إلى صلة الرحم هذه، فهذا يعني أننا نقطع أرحامنا، ونحن نعلم أن جزاء قاطع الرحم أن يقطعه الله، حيث يغري العداوة والبغضاء في الصف، فتتمزق الأواصر ويحل الشقاق وتقع المحنة والمصيبة والعياذ بالله تعالى!
3-القائد وتشكيل المجالس القيادية
كيف ينبغي أن يتعامل القائد حيال مهمة تشكيل المجالس القيادية؟
هل يختار الأفضل والأكثر جدارة وأهلية ولو لم يرق له التعامل معه لجرأته في قولة الحق، ولصلابته في مناقشة الأمور، ولإمساكه الأمور باليد اليمنى؟
أم أنه يختار الأسهل انقيادا والأقل عنادا، والأضعف مناقشة وجلادا؟
إن المجالس والأجهزة القيادية يجب إثراؤها بأهل الرأي، ولو لم يكونوا من رأي القائد.. وكلما تعددت المواهب القيادية، وتنوعت الآراء وتباينت في القضية الواحدة، كلما كان القرار سليما والموقف حكيما، وكان الصف ملتئما والجمع منسجما..
إن الحرص على الرأي الآخر ولو كان مخالفا ظاهرة صحية في الحركات، وعلامة جيدة للقيادات، وهذا ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم المؤيد بالوحي، والذي لا ينطق عنا الهوى، فكيف بحالنا نحن إذا ما تحكمت الأهواء وسادت المصالح وفشى فينا الداء الخبيث والمرض العضال [إعجاب كل ذي رأي برأيه].
لا أعتقد أن البرامج الذي تقدمها اليوم بعض الفضائيات تحت عنوان: [الرأي والرأي الآخر] أو [الاتجاه المعاكس] إلا عظيمة الفوائد ثرية النتائج متعددة المنافع.
4-القائد وتعدد المسؤوليات
من المشكلات القيادية أن يكون القائد مولعا بالمسؤوليات القيادية في أكثر من مؤسسة ومنظمة، فيكون مسؤولا عن مؤسسات تربوية ومالية ودعوية وحركية وسياسية واجتماعية وحركية وغيرها!
والنتيجة [المأساة] أنه لن يعطي واحدة من هذه المسؤوليات حقها، وسيكون تقصيره على حسابها، دون أن يعفى من المسؤولية الشرعية، وقد تكون عظيمة وكبيرة!
المسؤوليات في الإسلام ليست أوسمة يتباهى الإنسان برصفها على صدره. فهي قاصمة للظهر إن كانت للمباهات.. وهي مصيببة كبرى إن بسبب عدم المبالاة.. وهي خيانة عظمى إن كانت هروبا من تبعات المسؤولية الحقيقية!
إن الإنسان بسبب أنه خلق ضعيفا، وأنه غير قادر على أن يملك قلبين في جوفه، وأن هذا العصر عصر اختصاصات، وأن عليه أن يعرف حده فيقف عنده.. إنه بسبب ذلك وغيره وجب عليه ـ وبخاصة إن كان قائدا ـ أن يتولى من المسؤوليات ما يطيق، وما هو بمقدوره، وما هو بارع فيه وما هو أولى من سواه، وإلا كان من هواة جمع الألقاب، ونعوذ بالله تعالى أن نكون وأن يكون أحدنا من هذا النوع من الناس!
ثم إن هذا المرض إذا أصاب إنسانا من الناس، لجاء حيال أعباء المسؤوليات الملقاة على عاتقه إلى سياسة التفويض، فيفوض هذا وذاك ممن لا جدارة عندهم فيقلبون الأمور رأسا على عقب، ويكون هو الأكثر مسؤولية ووزرا منهم جميعا 5-الشفافية القيادية
وثمة قضية هامة يجدر بالقائد المسلم أن لا يغفل عنها، أو يتهاون فيها، لأنها تحمل من المخاطر ما لا يحده وصف أو يخطر ببال.. إنها الشفافية التي يجب أن يتمتع بها هذا القائد.. البعد عن كل ما يمس أمانته ويخدش كرامته من تصرفات مادية ومعنوية..
يجب أن ينأى القائد بنفسه عن مقاربة دوائر الشبهات عموما، والمالية منها على وجه الخصوص، أو الوقوع فيما يمكن أن يقع فيه الآخرون من تصرفات وأعمال نفعية!
لا يجوز أن يكون له نصيب في مشاريع تجارية تخص التنظيم، أو أن يكون شريكا أو مسؤولا عن حساب مالي تابع للتنظيم، كما يجب أن يتحاشى قبول أية مبالغ مالية، سواء كانت مخصصة له شخصيا أو للتنظيم..
القائد يجب أن يحافظ على طهارة نفسه وبياض كفه ونصاعة سجله أكثر من محافظة العذراء على بكارتها !
يؤثر عن الأستاذ حسن الهضيبي رحمه وكان يومها مستشارا قضائيا كبيرا، أنه لمح أحد أبنائه ـ وكان طفلا صغيرا ـ يتناول ورقة من مكتبه في قصر العدل، فقال له: هذه الأوراق ليست لنا يا بني، إنه ملك الدولة، ثم أخرج من حقيبته ورقة بيضاء وقال: يمكنك التصرف بهذه لأنني اشتريتها من مالي الخاص!
لكم انهارت هامات وسقطت مقامات واهتزت قيادات بسبب تساهل في تصرف مالي، أو شراكة مادية، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: [رحم الله امرءًا جب الغيبة عن نفسه] وهذا يطال عموم المسلمين، فكيف بالقياديين والخاصة وخاصة الخاصة؟
يتبـــــــــع
| |
|
بسمة عضو ذهبي
عدد الرسائل : 376 العمر : 34 العمل/المهنة : كتابة الشعر مستوى النضال : 1197 تاريخ التسجيل : 29/03/2009
| موضوع: رد: مواصفات القائد الإسلامي السبت يونيو 20, 2009 1:18 am | |
| | |
|
عبد الحفيظ سعيد عضو برونزي
عدد الرسائل : 157 العمر : 33 مستوى النضال : 380 تاريخ التسجيل : 22/03/2009
| موضوع: رد: مواصفات القائد الإسلامي الأربعاء أغسطس 26, 2009 7:20 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [size=25][size=16]إلـهــي لا تعذبـنـي فـإنــي *** مـقــر بالــذي قـد كان مـنـــي[/size][/size][size=16]ومـالـــي حيلة إلا رجائـــي ***وعفوك إن عفوت وحسن ظني[/size] وداعا رسالة | |
|