االسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تتبسة في العهد الإسلامي:
تعتبر تبسة من المدن الأولى التي وصلها الإسلام بالنسبة لباقي المدن الجزائرية ، فالمعركة الأولى بين (جرجير) ملك الروم وعبد الله بن أبي سرح كانت سنة 29هـ/647م قرب "سبيطلة" التي تعتبر تابعة إداريا إلى تبسة وهي بدورها تنتظر مواجهة زحف المسلمين ،لما وصل عقبة ابن نافع على رأس 10 ألف مقاتل سنة (49هـ/681م) وفتح قرطاج وشرع في بناء القيروان من 50 إلى 55هـ توجه بكامل قواته صوب تبسة لفتحها، حيث كان بها أميرا قويا على رأس جيش يفوق 18 ألف مقاتل ، التقى الجيشان خارج أبواب سور تبسة، بعد 20 يوما من الحصار وبقيادة عبد الله بن جعفر وفيصل الرفاعي وسليمان استطاع المسلمون فتح ثغرة في السور بالجهة الشرقية فدخل عبد الله إلى داخل السور بعد سقوط أكثر من 5000 من جيش الأمير و2000 مجاهد وجاء حينئذ عقبة إبن نافع وهو الذي رفع راية (لا إله إلا الله) ثم مر عليها في حملته الثانية 62 هـ/682م مع عبد الله بن أبي سرح ودخلوا تبسة دون مقاومة تذكر .
تم فتح تبسة على إثر حملتين قام بها حسان بن نعمان الأولى في إشتباك انتصرت فيه الكاهنة وقضت على قائد فرسان حسان و 80 من رجاله على ضفاف وادي البلاء وجبال سردياس وتاغده (20 كلم غرب سنية) ، والثانية حاد فيها حسان لمواصلة الفتح حوالي مابين 69 هـ و 88هـ في معركة عنيفة دار رحالها في المنطقة الممتدة من قصر الجم بتونس إلى بئر ماء قرب العاتر أين انتصر عليها حسان وقتلها ومن ثم عرفت المنطقة الإسلام وتعاليمه فدرست اللغة العربية ومبادئ الإسلام .
- مقاطعة تابعة القيروان في عهد الأغالبة.
- ظلت ضمن نفوذ الفاطميين في عهد الخليفة المعز للدين الله (311هـ/333هـ) - واحتلها الهلاليون (442هـ) .
- كما تبعت مدينة تبسة دولة الموحدين التي بسطت نفوذها على كامل المغرب العربي من (555هـ/627هـ) الموافق لـ (1160م/1226م) .
- كانت تابعة للدولة الحفصية (627هـ/892هـ) الموافق لـ 1230 ثم الدولة الزيانية.
أما الإدارة العثمانية في تبسة سنة 1575م تحت قيادة النوبا (لقب أغا) الذي كان مجهزا بأربعين مدفعا وبعد بسط نفوذهم الإداري والسياسي ، شددوا الحراسة وأكثروا الضرائب مما أدى إلى عدة ثورات تحت قيادة زعماء اللمامشة والحراكتة ، انتصر عليهم باي قسنطينة في الأخير من سنة (1739م/1824م) (وكانت الحرب سجالا).
تبسة تحت الاستعمار الفرنسي (1830م/1962م):
زحف الفرنسيون على منطقة قسنطينة سنة 1836، إلا أن منطقة تبسة وهي تعتبر إستراتيجية عرفت أول محاولة للإستلاء سنة 1842م تحت قيادة الجنرال RONDON وباءت بالفشل نظرا لتصدي الأهالي فأعاد الكرة سنة 1846م مع العقيد "سترنوت" وكانا مجهزين بمدافع لدك الحصون ، فهدموا جانبا من السور جهة الجنوب ودخلوا المدينة ، وشيدا بها ثكنة جنوب القلعة سنة 1856م ليحتكوا بها ، طبق المستعمر أثناء احتلاله المدينة سياسة إقطاعية شبه عسكرية، تعسف بالأهالي وتشدد في أحكامه مما أدى إلى تعطل الحياة فضاق بهم الضرع فهاجر منهم ما يزيد عن 700 نسمة إلى الجنوب والصحراء بينما كان عدد سكان المدينة 2370 نسمة سنة 1870م يعيشون في الفقر والجهل والمرض حتى سنة 1954، حين قامت ثورة التحرير الكبرى كان دور تبسة إستراتيجي أثناء ذلك لكونها المدافع عن الحدود الشرقية للبلاد بحكم موقعها كانت معبر للأسلحة والثوار مما حمل العدو على إزالة حوالي 300 ألف ساكن عن منطقة الحدود وسكان الجبال، ووضع خطي "شال وموريس"المكهربين وأبراج للحراسة إلا أن الثورة أصبحت شعبية ولم تتوقف فأشتد الصراع طيلة 07 سنوات كاملة دفعت خلالها مدينة تبسة ثمنا باهظا، فحسب الإحصائيات المتوفرة تقدر ضحايا حرب التحرير بالمنطقة 4214 شهيد و9243 من ضحايا الحرب، ولا يزال يشاهد الزائر إلى يومنا هذا معاقل ومحتشدات وأبراج الحراسـة التي أقامهـا المستعمـر .
ييتبع...