بسمة عضو ذهبي
عدد الرسائل : 376 العمر : 34 العمل/المهنة : كتابة الشعر مستوى النضال : 1197 تاريخ التسجيل : 29/03/2009
| موضوع: فلسطين و الحل الاسلامي الإثنين مارس 30, 2009 5:31 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يا أهل فلسطين استعينوا بالصبر والصلاة | | إبراهيم بن محمد الهلالي | الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلاْمَوَالِ وَٱلاْنفُسِ وَٱلثَّمَرٰتِ وَبَشّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَا أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رٰجِعونَ [البقرة:153-156]، صدق الله العظيم.
أيها الإخوة، يا أبناء غزة، يا أمتي، يا خير أمة أخرجت للناس، إن المسلم مع القرآن الكريم ينبغي أن يُرتب لنفسه ورداً من القرآن يتلوه ويقرأه في كل يوم، ومع القراءة؛ الفهم والتدبر لأن الله عز وجل يقول: أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءانَ [النساء:82]، ومع التلاوة والفهم والتدبر العمل، حتى يكون القرآن الكريم حجة لنا لا علينا. اللهم ارزقنا حُسن تلاوة كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا يا رب العالمين.
واحذروا أيها المسلمون من هجر كتاب الله عز وجل: وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبّ إِنَّ قَوْمِى ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْءاَنَ مَهْجُوراً [الفرقان:30]. فالحذر الحذر من هجران كتاب الله، فهناك من يهجرون كتاب الله تلاوةً حيث تمضي الأيام والأشهر والأسابيع والسنوات ولا يتلو من كتاب الله شيئاً والعياذ بالله، وهناك من يهجرون كتاب الله فهماً وتدبراً، وهناك من يهجرون كتاب الله تطبيقاً وحكماً وسياسة واقتصاداً وقضاءً، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل القرآن حجة لنا لا علينا يا رب العالمين.
أيها الإخوة والآيات التي ذكرناها أعلاه ما أحوجنا أن نتدبرها، لأنها كالبلسم لقلوبنا ولأوضاعنا، فنحن نلاقي من العدو الإسرائيلي الظلم والإرهاب والعدوان المستمر، ونسأل الله رب العرش العظيم أن يردّ كيد المحتلين إلى نحورهم ونعوذ به من شرورهم.
فأما الآية الأولى فهي أمر للمسلمين ونداء لهم: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ [البقرة:153]، الله عز وجل يأمرنا نحن المسلمين خاصة نحن الذين نعيش في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، ونعاني ما نعاني؛ ما أحوجنا أن نتدبر كلام الله عز وجل ونستعين بتوجيهاته بالصبر والصلاة، الصبر الذي له أثر كبير في نفوس ومسيرة حياة المؤمنين، فضلاً عن الأجر العظيم الذي يناله المسلم من الله عز وجل حيث يقول الباري سبحانه وتعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى المرء على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء)). ويقول لرسول صلى الله عليه وسلم في فضل الصبر: ((عجباً للمؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته ضراء – أي مصيبة في نفسه في ولده، ماله، في بيته، في دمه – صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء – أي نعمة – شكر)) أي على كلتا الحالتين المسلم مُثاب ومأجور من عند الله تبارك وتعالى. قال الإمام ابن كثير في تفسير الآية ((بين تعالى أن أجود ما يستعان به على تحمل المصائب الصبر والصلاة، كما تقدم في قوله: { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ } [البقرة: 45] . وفي الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَه أمر صلى (2) . والصبر صبران، فصبر على ترك المحارم والمآثم وصبر على فعل الطاعات والقربات. والثاني أكثر ثوابًا لأنه المقصود. كما قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الصبر في بابين، الصبر لله بما أحب، وإن ثقل على الأنفس (3) والأبدان، والصبر لله عما كره وإن نازعت إليه الأهواء. فمن كان هكذا، فهو من الصابرين الذين يسلم عليهم، إن شاء الله. وقال علي بن الحسين زين العابدين: إذا جمع الله الأولين والآخرين ينادي مناد: أين الصابرون ليدخلوا الجنة قبل الحساب؟ قال: فيقوم عُنُق من الناس، فتتلقاهم الملائكة، فيقولون: إلى أين يا بني آدم؟ فيقولون: إلى الجنة. فيقولون: وقبل الحساب؟ قالوا: نعم، قالوا: ومن أنتم؟ قالوا: الصابرون، قالوا: وما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا على طاعة الله، وصبرنا عن معصية الله، حتى توفانا الله. قالوا: أنتم كما قلتم، ادخلوا الجنة، فنعم أجر العاملين. قلت: ويشهد لهذا قوله تعالى: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر: 10] . وقال سعيد بن جبير: الصبر اعتراف العبد لله بما أصاب منه، واحتسابه عند الله رجاء ثوابه، وقد يجزع الرجل وهو مُتَجَلّد لا يرى منه إلا الصبر)) اهـ. فهذا ما يدعونا لتذكير إخواننا بهذا الفضل العظيم وما ينتظر الصابرين مما يتمنى غير المبتلين يوم القيامة أنهم قُرِّضوا بالمقاريض لما يرون كرامة الله لأهل البلاء.
********* أما الآية الثانية : فهي قول الله عز وجل: وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ [البقرة:154]، إن الله عز وجل يُبين لنا في هذه الآية الكريمة أن الذي يستشهدون ليسوا أمواتا بل أحياء، فالله تعالى يُخبر أن الشهداء في بَرْزَخِهم أحياء يرزقون، كما جاء في صحيح مسلم: "إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى قناديل مُعَلَّقة تحت العرش، فاطَّلع عليهم ربك اطِّلاعَة، قال: ماذا تبغون؟ فقالوا: يا ربنا، وأيّ شيء نبغي، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك؟ ثم عاد إليهم بمثل هذا، فلما رأوا أنهم لا يُتْرَكُون من أن يسألوا، قالوا: نريد أن تردنا إلى الدار الدنيا، فنقاتل في سبيلك، حتى نقتل فيك مرة أخرى؛ لما يرون من ثواب الشهادة -فيقول الرب جلّ جلاله: إني كتبتُ أنَّهم إليها لا يرجعون". وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد، عن الإمام الشافعي، عن الإمام مالك، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نَسَمَةُ المؤمن طائر تَعْلَقُ في شجر الجنة، حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه" ففيه دلالة لعموم المؤمنين أيضًا، وإن كان الشهداء قد خصِّصُوا ، بالذكر في القرآن، تشريفًا لهم وتكريمًا وتعظيماً. إذاً هؤلاء الشهداء، هذه الكوكبة الكريمة والتي زادت عن 350 شهيد _ طبعاً أثناء كتابة هذه السطور _ الذين ارتقوا إلى العلا بثباتهم ودفاعهم عن حياض المسلمين وحوزة الدين، هؤلاء ليسوا أمواتاً بل أحياء عند ربهم يُرزقون بإذن الله تعالى حُسْن ظنٍّ به سبحانه. اللهم اكتب لنا الشهادة في سبيلك، اللهم ارحم شهداءنا، اللهم تقبل شهداءنا، واجمعنا بهم في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً. أما الآية الأخرى فهي قول الله عز وجل: وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلاْمَوَالِ وَٱلاْنفُسِ وَٱلثَّمَرٰتِ [البقرة:155]، هذه أنوع من الابتلاءات التي يبتلينا الله عز وجل بها، وذلك الابتلاء والامتحان من الله حتى يميز الخبيث من الطيب، فالكل في انتفاضة الأقصى يُبتلى ؛ فالعمال الذين فقدوا أعمالهم هم يُبتلون، وكذلك التجار والموظفون والمزارعون .. الجميع، فالخوف الذي يملأ الشوارع والمزارع .. لكنّ هذا الخوف قال الله عنه: بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ أي ليس هلعاً كما هو الحال، يملأ قلوب الصهاينة. وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلاْمَوَالِ وَٱلاْنفُسِ وَٱلثَّمَرٰتِ وَبَشّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَا أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رٰجِعونَ [البقرة:155، 156]. ولقد ورد في فضل الصبر أن الله عز وجل إذا أمر ملائكته أن يقبضوا روح العبد المؤمن فتقبض الملائكة روحه ثم يعودون، فيسألهم الله عز وجل - وهو بهم أعلم - أقبضتم روح عبدي فلان؟ فتقول الملائكة: نعم .. ويسألهم الله: ماذا قال عبدي فلان؟ – ماذا كان رد الفعل عند والده عند أقرب الناس إليه؟ فتقول الملائكة: حمدك واسترجع – أي إن دأب المسلم أن يقول عندما تصيبه مصيبة: إنا لله و إنا إليه راجعون - فيقول الله عز وجل للملائكة: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد. أبشروا يا آباء ويا أمهات الشهداء يا شعبنا المجاهد، أبشر فإن الله عز وجل قد وعدك جنة الفردوس. نعم أيها الإخوة يا أيها الشعب الفلسطيني الصابر المجاهد مهما لا قيتم ومهما قدمتم من تضحيات .. الشهداء والجرحى والأموال، كل ذلك فداء لدينكم .. وفداء للمسجد الأقصى مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فداء لعزتكم ، وكرامتكم. وإنكم أيها الأحبة كما يقول الله عز وجل: إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ [النساء:104]، قوافل الشهداء الذين قدمهم شعبكم .. على مدار السنين الفائتة في مخيم بلاطة الصمود وفي كل المناطق، غزة ورام الله وجنين ونابلس والخليل وكل مدن وطنكم الغالي المبارك ستكون هامات الصمود والتحرير من بحرها إلى نهرها بإذن الله تبارك وتعالى. ونقول للمحتلين الصهاينة: قد تنجحون في اغتيال مجاهد هنا أو هناك، ولكنكم لن تستطيعوا أن تكسروا إرادة شعبنا الفلسطيني، فهم إن شاء الله صابرون مرابطون على ثرى هذا الوطن حتى ندحر الاحتلال بإذن الله، ونقول لهم: قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار، الله مولانا، ولا مولى لهم. فعلى بركة الله أيها المجاهدون، يا أبناء بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، استمروا في جهادكم وفي وحدتكم، وتوكلوا على الله، وترقبوا بعد ذلك نصر الله وتأييده وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ [الحج:40]، وصدق صلى الله عليه وسلم القائل: ((إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط)) ـ أو كما قال ـ. ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة..
|
| |
|