السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهي الأنثربولوجيا السياسية
ان الانثربولوجيا السياسية لا يرجع عمرها كعلم متمايز له كيانه الواضح بين فروع الانثربولوجيا إلى أكثر من ثلاثين عاما فقد بدأت مجالاتها تتسع و تتفرع و تتشعب بحيث نجد أن المختصين في الانثربولوجيا السياسية في الوقت الحالي يعالجـون موضوعـات متباعدة إلى أبعد الحدود ،و لكنها في مجموعها تنتمي إلى ذلك الإطار الكلي الذي يتصل بمشكلة اتخاذ القرارات التي تعتبر المشكلة الأساسية في علم السياسة و النظرية السياسية و ما يمكن قوله هنا هو أن الانثربولوجيا السياسية كثيرة الاتساع و التشعب في مجالاتها بالإضافة إلى أنه فرع ما زال يعاني من عدم اكتمال نماذجه المنهجية و النظرية التي تلائم اهتماماته الخاصة،و سنحاول من خلال هـذا البحـث التعـرف على مجـالات الانثربولوجيا السياسية و مناهجها.
-1تعريف الانثربولوجيا:
تعرف الانثربولوجيا السياسية على أنها:
*تحديد للسياسي لا يربطه بالمجتمعات المسماة تاريخية و لا يوجد جهاز دولي.
*توضيح لسيرورات تكون و تحول الأنظمة السياسية بواسطة بحث مواز لبحث المؤرخ و أن يتجنب البعض عموما غموض "البدائي" و "الأولي" فان فحص الأدلة التي تذكر بزمن البدايات أو التي تحلل مراحل الانتقال يبقى مفضلا.
*دراسة مقارنة :تضبط مختلف تجليات الواقع السياسي ليس في حدود تاريخ خاص و لكن بكل امتداده التاريخي و الجغرافي.
-2 موضوعات الانثربولوجيا السياسية:
" سنحاول أن نتعرض إلى بعض الموضوعات الرئيسية التي يهتم بها علماء الأنثربولوجيا السياسية في الوقت الحالي و هي:
-1-2 تحليل التنظيم السياسي:
و ذلك من خلال تحليل التنظيم السياسي في المجتمعات التي لا تؤلف دولة و التي تركز نظمها على توازن القوى بين الأقسام المختلفة و ربما كان أهم إسهام للانثربولوجيا السياسية هو في هذا المجال بالذات،و إلى هذه الفئة من البحوث السياسية الهامة ينتمي كتاب الدكتور محجوب الذي يعالج مشكلات النسق السياسي الانقسامي بوجه خاص في ثلاثة مجتمعات قبلية افريقية،فضلا عن الإشارات الهامة إلى قبائل أولاد علي في الصحراء الغربية في مصر.
-2-2دراسة مظاهر الحياة السياسية:
و يتمثل في دراسة الانثربولوجيا السياسية لبعض مظاهر الحياة السياسية في المجتمعات الحديثة و مقارنتها بالمظاهر المماثلة في المجتمع البدائي و المجتمع التقليدي و ربما كان أهم مظهر من تلك المظاهر التي جذبت اهتمام الكثيرين من الأنثربولوجيين السياسيين و علماء الاجتماع على السواء هي البيروقراطية و المعروف أن الكثير من كتابات السوسيولوجيين حول هذا الموضوع تأثرت بآراء ماكس فيبر بالذات، و مثل هذا التأثير نجده واضحا في كثير من الكتابات الأنثربولوجية التي عالجت البيروقراطية في المجتمعات البدائية."
-3-2 التطاحن و الصراع على السلطة:
حيث تقوم الانثربولوجيا السياسية بدراسة الصراع و التطاحن على السلطة فــي المجتمع البدائي كما يظهر على وجه الخصوص في كتابات "بارث "Barthو ماكــاي macquet.
-4-2مشكلات الضبط الاجتماعي :
ان الأنثربولوجيا السياسية تقوم بدراسة المشكلات الخاصة بالضبط الاجتماعـــي بالمعنى الواسع للكلمة على ما يظهر في كتاب جاليفر عن الضبط الاجتماعي في مجتمـع إفريقي و هو من أفضل الكتب في دراسة الجماعات البدائية التي يقوم تنظيمها السياسـي على نظام طبقات العمر و واضح أن كتاب الدكتور محجوب يتطـرق إلى نفـس هــذا الموضوع الرئيسي حيث يتضمن أجزاء كبيرة لمعالجة مشكلات الضبط الاجتماعي في مثل تلك المجتمعات.
-5-2الإيديولوجيات و الحركات السياسية:
فالأنثربولوجيا تدرس مشكلة تغلغل الإيديولوجيات و الحركات السياسية الغربية إلى المجتمع البدائي و التقليدي و أثر ذلك في البناء الاجتماعي و السياسي و ظهور الأحزاب السياسية و الجمعيات السياسية السرية كما يظهر على الخصوص في مجموعة الكتب التي عالجت حركة الماوما في كينيا.
-6-2 السياسة و النظم الاجتماعية:
و ذلك من خلال العلاقة بين السياسة و النظم الاجتماعية الأخرى،و بخاصة القانون و الدين و الاقتصاد و ربما كان أفضل مثل لذلك كتاب جلكمان عن السياسة و القانون و الشعائر في المجتمعات القبلية"
-7-2 المثقفين و الصفوة:
"حيث تدرس الانثربولوجيا السياسية دور المثقفين و الصفوة في الحياة السياسية في المجتمع البدائي كما نجده في كتابات سميث و زوجته حول الصفوة النيجيرية الجديدة.
-8-2 التفرقة العنصرية و الصراع العنصري:
كما تتمثل على الخصوص في الصراع بين البيض و الزنوج في جنوب إفريقيا أو الصراع بين الأوروبيين و الإفريقيين و الآسيويين في شرق القارة،و ثمة دراسات أنثربولوجية مختارة عديدة حول هذا الموضوع صدرت على الخصوص عن معهد العلاقات السياسية،في لندن و لعل من أهمها كتاب شيلا باترسون عن اللعب و الثقافة في جنوب إفريقيا .
و الواقع أن هذا الموضوع بالذات الصراع العنصري لقي الكثير من عناية الانثربولوجيين الذين كرسوا الكثير من جهودهم و كتاباتهم لدراسة المشكلة ليس فقط في إفريقيا أو أمريكا بل و أيضا في المجتمعات الأوروبية ذاتها، و من أهم الأمثلة على ذلك كتاب الأستاذ كينيث ليتل عن وضع الزنوج في بريطانيا و كتاب باتنون عن حي الملونين في لندن ثم كتاب جلاس و فيه يدرس مشكلة الوافدين من جزر الهند الغربية في بريطانيا".