الاتحاد العام الطلابي الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الاتحاد العام الطلابي الحر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  أين نحن من هذه المرأة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
غلاب
التميز الفضي
التميز الفضي
غلاب


انثى عدد الرسائل : 821
العمر : 41
الموقع : http://www.elma3arif.net
العمل/المهنة : سنة ثانية قانون أعمال
مستوى النضال : 1772
تاريخ التسجيل : 13/03/2009

 أين نحن من هذه المرأة Empty
مُساهمةموضوع: أين نحن من هذه المرأة    أين نحن من هذه المرأة Emptyالثلاثاء أغسطس 03, 2010 1:12 am



على ضفاف نهر بردى.. حيث غوطة دمشق .. وبين أشجار اللوز والليمون .. ولدت
سيدة لم تر العين أبهى من حظها ، ولا أعرق من نسبها .. حين تطل بمحياها
يختبأ المجد خجلاً من أصالتها وعظيم شرفها.


تلك هي فاطمة بنت
عبد الملك بن مروان .. وليدة قصر الخضراء بيت الخلافة الأموي.. سيدة منذ
نعومة أظفارها .. حملت بين آثارها خطوات ثابتة لامرأة عربية أصيلة توجت
عقلها بعظمة الإسلام وأخلاق العرب المثلى .. فشبت يافعة طلقة المحيا دمثة
الخلق رصينة بجمالها القرشي .. فهفت نحوها قلوب الأمراء الأمويين كل يطرق
بابها خاطباً وراغباً .. لكن والدها عبد الملك تاقت نفسه لأفضلهم عقلاً
وأكثرهم عزاً وأنبلهم خلقاً ابن أخيه عمر بن عبد العزيز .. ولم يتردد خليفة
المسلمين في أن يعرض عليه الأمر قائلاً له : قد زوجك أمير المؤمنين ببنته
فاطمة.. فرد عليه عمر : وصلك الله يا أمير المؤمنين فقد أجزيت وكفيت ..
لتدخل فاطمة مروج التاريخ من أبهى بساتينه كشجرة باسقة طيبة الريح وعظيمة
الأثر.. فعاشت مع زوجها عيشة الرغد والحب المعطاء .. تجمع السكينة والألفة
بين نفسيهما لتصنع من زواجهما نموذجاً جميلاً في التضحية لأجل الهدف
النبيل.. فاجتمع لها ما لم يجتمع لنساء الأرض قاطبة من العظمة والسؤدد
والجاه والزواج السعيد.

ثم توجت أقدار السماء نعيمها على سيدة بني
أمية حين توفي أخوها سليمان بن عبد الملك تاركاً الأمر من بعده لعمر بن
عبد العزيز.. لتصبح حفيدة لخليفة وابنة لخليفة وأختاً لأربعة خلفاء ، ثم
زوجة لخليفة.. غير أن هذا الأمر العظيم لم يكن لعمر بن عبدا لعزيز طمع
فيه.. فقد وصلت إليه الخلافة مختالة تجر أذيالها وهو غير راغب بها ولا آبه
لتيجانها .. بل تلقفها بوجل كبير وهم تخر له الجبال.. ناظراً إلى عرشها
بقدر التكليف لا التعظيم.. ليعود أدراجه إلى منزله بعد سماعه النبأ وقد عرج
على الجامع الأموي معتلياً منبره يخاطب الناس بصوت متحشرج باك .. يتوسل
إليهم أن يعفوه من هم الخلافة !!! فيزداد الناس به تمسكاً وله إكباراً..
فيغادرهم على ظهر دابته رافضاً مواكب الخلافة المحلاة بأثمن الجواهر وأعظم
الخيول .. تلك المواكب التي اعتاد خلفاء بني أمية ركوبها بعد اعتلائهم سدة
الحكم..


ليصل إلى بيته وقد لبسه الهم والحزن.. لا يقوى على
تحمل المصاب.. في وقت كانت فاطمة سعيدة بما حباها القدر من حظوة حين صارت
زوجة لخليفة المسلمين فتخرج لاستقباله فرحة متزينة كعادة النساء ، بأنفس
اللآلئ والحلي.. وقد علت وجنتيها إمارات السعادة والابتهاج.. لتفاجأ به
مهموماً يذرف الدموع ولا يقوى لسانه على وصف الحال .. فتهدئ من روعه وتسأله
عما أصابه وهو اليوم خليفة للمسلمين والآمر المطاع .. فيجيبها وقد أجهش في
البكاء : يا فاطمة لقد أصبت كرباً ففكرت بالفقير الجائع والمسكين الضعيف
والمظلوم المقهور فعلمت أن الله عز وجل سائلي عنهم يوم القيامة.. لتخبو
بهذه الكلمات شمعة الفرح التي اشتعلت في قلبها وتستيقظ على الواقع الجديد
الذي فرضته أعباء الخلافة على زوجها الحبيب.. فتعي الدرس العمري الجديد
لترجع بخطاها إلى عهد خلفاء الرسول عليه الصلاة والسلام حين نظروا إلى
الحكم مكلفين لا محبين.. فتعلم أنها الآن لا تقف أمام ابن عمها الأمير
الأموي المدلل .. بل تقف أمام حفيد عمر بن الخطاب الذي فرق الحق عن
الباطل.. وأنها منذ هذه اللحظة مقبلة على حياة ربما لن ترتضيها الكثير من
النساء حين تطغى الدنيا بزخرفها الفاني على نعيم الآخرة الباقي عند ضعيفات
النفوس..


لكن عمر لم يترك لها المجال لكثرة التساؤلات فقد
بادرها مخاطباً بما يرتضيه لنفسه من رد الضيع والهبات التي وصلته وهو أمير
إلى بيت مال المسلمين.. فلم يبق مما تحت يده إلا ما كان من حر ماله .. ولم
يكن ذاك سوى بيتاً متواضعاً بسيطاً.. ويعلم عمر بن عبد العزيز بأن ابنة عمه
سليلة الأمجاد وليدة القصور لن تقدر على ما اختاره لنفسه من زهد الطلب
وضنك الحياة ومشقة التكليف.
فيخيرها في أمرها بين عيشة البساطة كما
أراد أو يسرحها إلى بيت أبيها لتعيش كما اعتادت عليه من النعيم.. وهنا يكمن
الفرق بين النساء حين تشتري المرأة عظمه القرار بكل ما في الدنيا من متاع.




فتأبى فاطمة بنت عبد الملك إلا الرضا بما اختاره
زوجها الحبيب تقاسمه الدنيا بكل ما فيها من حلوها ومرها لتتوج حبها في
الجنة حين تصبح أجمل الحوريات وأحبهن إلى قلب زوجها..
ولم يكتف الخليفة
الزاهد بذلك.. بل ينظر إلى بريق الجواهر في معصمها وقدها كأنه جمار من نار
جهنم فيردها إلى بيت مال المسلمين وفاطمة راضية بذلك.. لا تحولها الأيام
عن قرارها.. فحينما توفي عمر بن عبد العزيز وآلت الخلافة الأموية إلى أخيها
يزيد بن عبد الملك أعاد إليها يزيد جواهرها قائلاً : هذه جواهرك التي
وهبها عمر لبيت المال قد ردت لك .. فتجيبه وقد تملكها الحزن على وفاة عمر :
والله لا أطيعه حياً وأعصيه ميتاً ...


وجاء التحول السريع
لحياة فاطمة من سيدة آمرة ناهية إلى امرأة بسيطة تغسل ثوب زوجها الأوحد
الذي لا يملك سواه .. وتعجن العجين وتطهو الطعام بلا خدم ولا حشم.. راضية
النفس مطمئنة البال باختيار لم يغير حياتها فحسب بل غير نظام الحكم الأموي ،
بزمن وجيز لم يتجاوز العامين وبضعة أشهر ، وشعر به أهل الأرض قاطبة.. فقد
هدأت له النفوس وعم الخير أرجاء البلاد من أقاصي الشرق عند نهر سيحون إلى
أقاصي الغرب في المغرب والأندلس.. حتى أن عامل الخليفة على الصدقات ليطوف
بالصدقة فلا يجد من يقبلها فلله درك يا حفيد الفاروق !!


حين
جاءت الأعرابية تريد لقاء الخليفة فدلها الناس على بيته البسيط .. فطرقته
لتفتح لها الباب امرأة امتلأت يداها بالعجين ، فسألتها الأعرابية عن
الخليفة عمر بن عبد العزيز، فطلبت منها المرأة أن تنتظر للحظات ريثما يأتي
الخليفة.. وإذا بجانب حائط البيت رجل يصلح الجدار ، وقد علقت بقع الطين
بيديه وثوبه.. فنظرت الأعرابية إليه مستغربة من جلوس هذه المرأة التي تعجن
العجين أمام هذا الطيان الغريب لم تتستر منه .. فبادرتها بالسؤال عن هذا
الطيان ؟ وكيف تجلس أمامه دون أن تستر نفسها ؟ فتجيبها ضاحكة : إنه أمير
المؤمنين عمر بن عبد العزيز وأنا زوجته فاطمة..!!
تلك هي سيدة بني أمية
التي حفرت في أعماق التاريخ بصمات واضحة لحسن الاختيار.. فكانت نبراساً
يهتدي بها نساء المسلمين إلى قمة العظماء..

رحم الله فاطمة بنت
عبد الملك




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.elma3arif.net/vb/index.php
القناص
الفائز في مسابقة من أنا
الفائز في مسابقة من أنا
القناص


ذكر عدد الرسائل : 642
العمر : 34
الموقع : http://www.rasoulallah.net/index.asp
العمل/المهنة : عضو مكتب شعبة عبد الحفيظ سعيد
مستوى النضال : 1912
تاريخ التسجيل : 05/02/2009

 أين نحن من هذه المرأة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أين نحن من هذه المرأة    أين نحن من هذه المرأة Emptyالثلاثاء أغسطس 03, 2010 9:14 pm

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

اليوم اخترت لنا أجمل المقالات عن بعض

نساء المسلمين و التي تعتبر كل صفاتهن

عبرة في هذا الزمن والذي

يمشي فيه كل شيئ بالعكس و المقلوب

رحم الله فاطمة بنت عبد الملك

تركت حياة الرغد .. بالقصــــور

طاعة لزوجها .. وطاعة لربها

فهل يتعظ سكان القصـــــوووور الملعونة


جزاك الله كل خير أختي غلاب أجدت و أفدت


و شكرا علي المقال الأكثر من رائع



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أين نحن من هذه المرأة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حق المرأة في العمل
» المرأة المميزة
» قصة تدل على ذكاء المرأة ؟؟؟؟
» من حقوق الرجل على المرأة
» المرأة والظلم الطريف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الاتحاد العام الطلابي الحر :: منتدى الأخت المسلمة :: منتدى الاخت المسلمة-
انتقل الى: