مطعم "هشّك بشّك"
يقدّم الراقصة ",,,,,," احتفالاً بقدوم الشهر الكريم!!!!!!!!!!!!!!!
رمضان غنيمة فهل اغتنمناها؟!! ما هكذا تكون الغنائم!!
ربما كان من أكثر ما رأيت إثارة للضحك إعلان يقول:
بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك يعلن مطعم (هشّك بشّك) عن افتتاح خيمته
الرمضانية، حيث يقدم أطيب المأكولات والمشروبات على أنغام الجاز والروك،
بالإضافة إلى وصلات غنائية يقدمها أشهر المطربين والمهرجين، فأهلاً وسهلاً
بالصائمين في خيمة رمضان.
وإعلان آخر يقول: بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك نقدم لكم فيلم (ألف بوسة
وبوسة) لأول مرة، شاهدوه على قناة اغتنام الفرص الكريمة وتحويلها إلى
هزيمة، هذا إلى جانب أفلام رمضانية أخرى فيها الإثارة والرعب والضحك
والفرفشة والنقرشة والنغرشة، إضافة إلى أطيب أطباق الإفطار التي ابتكرها
الشيف بطناوي باشا، وعلى من يودّ المشاركة في برامج هذه القناة الاتصال
بنا عبر الموقع التالي:
دبلبيو دبليو دبليو@ ياي رمضان ياي غنيمة . آي
سأترك الإعلانات وأصحاب الإعلانات جانباً وأقول: ألاحظ دائماً أن ربّات
المنازل يحتفلن بقدوم رمضان المبارك بطبخ أشهى وألذ المأكولات التي تستهلك
أوقاتهن من الصباح وحتى المغرب، وكأن كل المطلوب منهن في رمضان هو أن
يطبخن وينفخن ويملأن البطون ويجلين الصحون. يقول الشاعر:
رمضان زمان البَرَكاتِ *** رمضان زمان الخيرات
كأن النساء يفهمن كلمة البركات عل أنها " البرك" بمعنى رقائق العجين
المحشوة بالجبنة أو باللحمة، وقس عليها باقي الأكلات اللذيذة الصعبة،
والتي تجد ربّات البيوت رمضانَ موسماً مناسباً لغرض عضلاتهنّ وإبراز
مواهبهن في صناعتها...
وبمناسبة شهر رمضان المبارك تتنافس عائلتا الجخجخة والفخفخة في إقامة
الموائد الرمضانية للأقرباء والمعارف، تنفيذاً للحديث القائل: " من فطّر
صائماً كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجورهم شيء"، ويتم في هذه
الولائم دعوة أغنياء العائلة والمعارف، إضافة إلى الوجهاء والمتنفذين من
ذوي الطبقات الراقية، بينما يغيب عن ساحتها الفقراء والضعفاء وذوو الحاجات
الخاصة...
ما أقوله ليس من ابتكار الخيال، لكنه ظواهر حقيقية باتت تواجهنا في السوق
والشارع، في التلفاز والإذاعة، في المعمل والمتجر والوظيفة، في بيوت
الجيران والأحباب والأصدقاء...
صحيح أن رمضان شهر غنيمة ومنفعة، وصحيح أيضاً أن على الصائمين أن يتسابقوا
ويتنافسوا ويتباروا، ولكن ما هكذا يكون الاغتنام، ولا هكذا تكون
المنافسة؟! لقد قال النبي عليه السلام:" ألا إن لريكم في أيام دهركم نفحات
ألا فتعرضوا لها"،
وقال:" أتاكم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة ويحط الخطايا
ويستجيب الدعاء، وينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته،
فأروا الله من أنفسكم خيراً"، وقال: " استكثروا فيه (أي في رمضان) من أربع
خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غناء لكم عنهما، فأما الخصلتان
اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما
الخصلتان اللتان لا غناء لكم عنهما، فتسألون الله الجنة وتعوذون به من
النار".
وقال: " بئس الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويصدّ عنها الفقراء".
وقال: " الصيام جنّة (وقاية) ما لم يخرقها، قيل: بم يخرقها؟ قال: بكذبٍ أو نميمة".
كل هذا يبين لنا أن أمام من يريد الاغتنام والمنافسة فرصاً كثيرة، تتراوح
ما بين قيام الليل وقراءة القرآن وذكر الله وغض البصر عن النظر المحرم،
وكف الجوارح عن كل فعل مستنكر، وصلة الأرحام، وبر الوالدين والإحسان إلى
الجيران والأصدقاء، والمبادرة إلى أداء الزكوات والتصدق على المساكين
والفقراء..
نعم.. كل هذا ميدان لمن أراد حقيقة أن يجعل من رمضان ساحة غنيمة ومنافسة،
يبذل من أجلها وقته وجهده وماله، وينتظر في نهاية الشهر أن يكون ممن قال
عنهم رسول الله: " ويغفر لهم (أي للصائمين) في آخر ليلة من رمضان. قبل: يا
رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: لا، ولكن العامل إنما يوفّى أجره إذا قضى
عمله".
ويبقى السؤال:
- ما هي الغنيمة والرصيد الذي حصّله من تنافسوا في رمضان على اكتساب
المآثم و تضييع الوقت والانغماس في اللغو واللهو والسهو عما يفيد؟
الجواب يتلخص في قول النبي عليه السلام:
" بَعُدَ من أدرك رمضان ولم يغفر له".
وقوله: " الشقي من حرم في رمضان رحمة الله عز وجل".
أجارنا الله من أن نكون من هؤلاء الغانمين الخاسرين الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنه يحسنون صنعاً، آمين.