في الإعلام العلمي هناك الكثير مما ينبغي تجنبه:
لا تقدم تغطيتك الإعلامية بنفس الطريقة التي وردت بها في البيان الصحفي الذي استقيتها منه.
لا تظن أنه ينبغي عليك إرضاء العلماء أو الأطباء بتقاريرك، فأنت لست المتحدث الرسمي باسمهم، وهم ليسوا قراءك. ربما ينبغي عليك رغم ذلك أن تشرح للعلماء الذين تجري معهم مقابلاتك أن هناك فرقاً بين العلاقات العامة والإعلام.
لا تتردد في أن تحاور أكثر من عالم في الموضوع الواحد، فإن ذلك سوف يمكنك من أن تقدم جانبين أو أكثر من تغطيتك.
لا تتردد في أن تزور أكثر من جامعة أو معهد بحثي حول نفس الموضوع.
لا تبالغ في تضخيم أهمية اكتشاف ما من أجل أن تروج لتغطيتك الإخبارية. حاول أن تضعه (الاكتشاف) في سياقه الطبيعي.
لا تضع معلومات غير ضرورية في مقالاتك، فالإعلام في كثير من الأحيان هو ترك ما لا ينبغي من أجل وضع ما ينبغي.
لا تخف من أن تسأل أسئلة قد تبدو غبية، لأن ذلك من وظيفتك، ولأنك لن تعدم من قرائك من يحتاج إلى إجابة تلك الأسئلة.
لا تخف من أن تقول للعالم: عفواً، أنا لا أفهم ما تقول.
3. وماذا يجب أن أفعل؟
حاول أن تفعل الآتي:
تحكّم في تغطيتك الإعلامية، وحاول أن تفكر: إنها تغطيتي الإعلامية، وأنا إعلامي، وأنا الذي أستطيع تحديد ماذا يجب أن تدور التغطية حوله، وما هي الجوانب الأكثر جاذبية والأكثر أهمية للقارئ فيها.
حاول أن تكون دقيقاً قدر المستطاع، ليس بالمعنى العلمي للدقة، ولكن بمعناها الإعلامي. حاول أن تستخدم لغة واضحة يستطيع فهمها الكافة. وتأكد من أنك قد أوردت الحقائق بشكل صحيح.
أجب على الأسئلة التالية (في موضوعك): من؟ ماذا؟ متى؟ أين؟ لماذا؟ وكيف؟ وتأكد من أنك تجيب على كل الأسئلة الأخرى التي يمكن أن يسألها قراؤك.
تأكد من الحقائق التي توردها، خاصة إذا وجدتها على شبكة الإنترنت، إذ ربما تكون قديمة
حاول أن تقدر أهمية تغطيتك الإعلامية. ما هو حجمها وأهميتها؟ من هو المتأثر بهذا الموضوع؟ مع من يجب أن أتكلم لأتعلم أكثر ولأعرف كل الجوانب؟
حاول جاهداً أن تجد وتشرح خلفيات القصة. واجبك هو أن ترى الروابط والتأثيرات التي ربما حتى لا يراها العلماء والسياسيون.
اجعل عملك شفافاً. تأكد من أن قراءك يعرفون مصدر أهم الحقائق التي تذكرها. إن ذلك يساعدهم على معرفة كيف قمت ببحثك ومع من أجريت مقابلاتك.
راعي عملية التحرير في عملك. إن الإعلامي الذي يرفض الاستماع إلى النقد من زملائه لا يعمل بحرفية.
4. تعرف على المنفذ الإعلامي
تظل التغطية الإعلامية الممتازة غير جيدة حتى تناسب مكان نشرها. يقترح بعض الإعلاميين العلميين الجدد على المحررين مواضيع غير مناسبة لأسباب ربما يتوقعها الإنسان بمجرد الفحص المتأني للمنفذ الإعلامي سواءً كانت مطبوعة أو محطة إذاعية أو تليفزيونية.
لذلك طالع المنفذ الإعلامي لترى ما نَشَر حتى الآن حول نفس موضوعك أو المواضيع ذات الصلة. كيف تعاملوا معها؟ ما الزاوية التي يأخذونها؟ هل يقدمون الموضوعات كمجرد أخبار أم يقدمونها كمادة للنقاش؟
يجب عليك أيضاً أن تأخذ في اعتبارك أي نوع من المقالات تكتب، أو أي لون من الألوان الإذاعية تقدم. إذا كنت تريد فقط أن تقدم مجرد أخبار، أو أن تضع موضوعك الإعلامي في سياقه، فإن الشكل الإخباري القصير هو غالباً الشكل الأفضل. وإذا كان لديك موضوع أطول لتحكي عنه يتطلب معلومات وخلفيات أكثر، فإن المقالة ربما تكون أفضل. أما إذا كانت تغطيتك الإعلامية عبارة عن رأي شخصي، فقدمه في شكل مقال تعليقي. أما الإذاعة والتليفزيون فيقدمان أشكال مختلفة عديدة: المقابلات، التقارير مع مقاطع من مقابلات، أو الموضوعات الوثائقية. للتأكد من أن ما تنتجه يتناسب مع مكان النشر، فلتعمل على أن تجد/ تطالع/ تستمع إلى موضوع منشور في الشكل (الإعلامي) الذي اخترته. حاول أن تتأقلم مع أكبر عدد ممكن من القوالب الإعلامية.
5. العمل مع محرر
تعرف على المحرر. يغلب على المحررين الحماس إذا تعرفت على اهتماماتهم وما قاموا بنشره قبل ذلك.
خاطب محررك لدى حصولك على موضوع إعلامي واضح، شارحاً له عبر التليفون لماذا تراه مناسباً، وكيف تخطط لتغطيته. سيكون ذلك أكثر تأثيراً من التواصل عبر البريد الإلكتروني. أعطه عرضاً موجزاً وكن مستعدا لتقبل اقتراحاته، وتأكد من الاتفاق على طريقة العمل. أما إذا قررت التواصل عبر البريد الإلكتروني قبل التليفون فاعتن بعباراتك، فقليل من الجهد فيها قد يوصلك إلى مرادك.
ولتكن لك علاقة عمل جيدة مع المحرر. فإذا بدأت بحثك (في الموضوع الصحفي) ابق على اتصال، فأعلم المحرر وأشركه، خاصة إذا حدث تغيير في الموضوع نفسه أو في زاوية تناولك له. لكن فلتأخذ في اعتبارك أن المحررين دائماً ما يكونون مشغولون، ويفضلون ألا يشغلهم المراسون بمشاغل إضافية، ومن ثم حافظ على اتصالاتك في حدها الأدنى. وأعلِم المحرر في حالة عدم قدرتك على المحافظة على موعد تسليم موضوعك الإعلامي. وتأكد من أنك لم تتجاوز المساحة (عدد الكلمات) المسموح بها. فإذا كانت لديك معلومات إضافية، فاعتبر ذلك فرصة لإعداد موضوع آخر للمتابعة.
كن مستعداً لمراجعة موضوعك بعد أن يراه المحرر. فللمحررين رؤيتهم الخاصة في الموضوعات التي ينشرونها وربما يعملون على تشكيلها وفقا لطريقتهم، مما قد يتطلب منك شغلاً إضافياً. ولكن تأكد من توصيل موضوعك للرسالة التي تريدها.
بالطبع يختلف المحررون ما بين جيد، بل وممتاز وما بين سيء. والعمل مع جميع المحررين سوف يعلمك الكثير. ولا تفقد حماسك بسبب المراجعات والمناقشات. فهذه هي ثوابت الممارسة التحريرية. كن يقظاً لتلك التغييرات التي يطلبها منك المحررون الجيدون، فهذه أفضل طريقة لتطوير مهاراتك الإعلامية.
6. تعرّف على جمهورك
من هو الجمهور المستهدف من وسيلة إعلامية ما؟ هل يقرؤون الموضوعات العلمية بانتظام؟ أم أنهم يفعلون ذلك مرة ضمن العديد من قراءاتهم؟ هل هم من أنصاف-المهتمين (كما يحدث كثيراً في حالة الأعمال الإذاعية) وهل يحتاجون للاقناع لمتابعة موضوعاتك؟
توقف عن التفكير بأنك تستهدف أن يقرأك العلماء الذين حاورتهم. فهم ليسوا قراءك/ مستمعيك/ مشاهديك الرئيسيين.
إن شرح العلوم أمر مهم، ولكنها ليست المهمة الوحيدة للإعلامي. على الإعلامي أن يجعل من العلوم شأناً شعبياً ليجتذب اهتمام الجمهور، وهو أمر تستوي فيه البلدان النامية مع البلدان الأكثر نمواً. لكن دور الإعلام العلمي أيضاً أن يبين للجمهور حدود معارفنا. إن الإعلام العلمي يعتنى أساساً بالبحث الجيد وبإيضاح ارتباط العلوم بالجوانب الأخرى من حياة المجتمع، كالسياسة والاقتصاد والصحة مثلا. كما يعنى بنقد العلماء والخبراء الآخرين حينما يكون ذلك ضرورياً.
حاول أن تتخيل أنك صديق القارئ أو نصيره، ولست معلمه. فكيف يمكنك إعلامه، وتسليته، ومساعدته؟ ومن ثم حاول النظر في أي جوانب الموضوع تحتاج للنظر فيه، وأيها أقل أهمية.
حاول أن تفكر إلى أي درجة من العمق ينبغي أن تغوص في العلوم والطرق المستخدمة. فغالباً ما تكون التأثيرات هي الأكثر أهمية، مع أن العلم في حد ذاته قد يكون في أحيان أخرى مهما. إذا لم تكن متأكدا، فحاول أن تقرأ في مطبوعات أخرى حول نفس الموضوع، سل محررك أو زملاءك، ولا تنس أبدا من هم جمهورك.