بينما كنت غارقا في
أحلامي، استيقظت على صوت تأوه وأنين
فصحت منزعجا: من
يتأوه في جوف الليل، من تجرأ على إيقاظي من نومي
قال المتأوه: أنا
قلبك يا غافل
قلت مستاء: و ما بك
تتأوه كالحزين على فقد عزيز
صرخ قلبي من الألم و
قال: ألا تريد أن تفهم؟ سئمت من غبائك يا أصم
منذ أوجدني ربي في هذا
الموضع و أنا أسير أتوجع
خلقت طاهرا نقيا و
الفطرة في داخلي تقبع
فتحت أبوابي على مصراعيها
وأجبرتني أن أرى قبل العينين
فسق و فجور و وساوس
تعبث بي في كل حين
تارة من نفس و تارة
من شيطان لعين
عشت معك أضنك سنين من
معصية إلى كبيرة و بعد عن رب العالمين
اسود وجهي من الران
و أنت مصر على العصيان
لا أملك إلا أن أقول
حسبي الله و نعم الوكيل
هذه قصتي يا بشر لعل
أحدكم يعتبر و يكرم قلبه و يرحمه
فيسقيه بالقرآن و
يرعاه بالذكر و يطهره بالاستغفار
قال الله عز و جل:
{الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا
بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد 28)
فيا بني آدم أدركوا
قلوبكم قبل أن تصدأ وبالسلاسل تصفد
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ
قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ
أَنتَ الْوَهَّابُ
رَبَّنَا ظَلَمْنَا
أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ.