١٧ دقيقة هى مدة الحوار الأول للرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما، الذى أجراه لقناة «العربية»
ورغم أنه ليس حواراً مطولاً ولم يتطرق لكثير من الملفات المطروحة على أجندة الرئيس الأمريكى.
ولم يجب عن عشرات التساؤلات التى طرحها ويطرحها العالم وهو يستقبل أوباما، فإن الحوار كان محوراً لعدد كبير من علامات الاستفهام، لم تركز على مضمونه بقدر ما تركزت فى السبب وراء إجرائه فى هذا التوقيت واختيار أوباما قناة «العربية»، دون غيرها من القنوات الإخبارية، وعلى رأسها «الجزيرة» و«الحرة».
هذه الاستفهامات وجدت أكثر من تفسير
منها ما قدمته راندا أبوالعزم، مديرة مكتب «العربية» فى القاهرة: «اختيار الرئيس الأمريكى لنا لم يأت مصادفة، بل نتيجة تاريخ ومصداقية امتدا لـ٦ سنوات، اعتمدت خلالها القناة على أسلوب متوازن فى التغطية الإعلامية بعيداً عن استثارة الشارع، والسبب الأهم وراء اختياره لنا، هو رغبته فى إحداث حالة مصالحة مع العالم العربى والإسلامى.
خاصة أنه يحترم المسلمين، ولديه مفاهيم واضحة عنهم، وهذه المصالحة من وجهة نظره لن تأتى إلا من خلال قناة متوازنة، وقد ظهر ذلك من خلال تغطيتنا لأحداث غزة الأخيرة، حيث قدمنا صوت حماس وفتح والسلطة الفلسطينية والقاهرة، حتى هجوم حسن نصر الله على القناة عرضناه كاملاً» وأكدت راندا أن عدم اختيار الرئيس الأمريكى لأى قنوات أخرى، بما فيها «الجزيرة» و«الحرة»، أمر لا يهم مسؤولى «العربية».
حسين عبدالغنى، مدير مكتب قناة «الجزيرة» فى القاهرة، رفض إبداء أى تعليق على الموضوع، مؤكداً أنه لا يستطيع التكهن بسياسات أوباما التى دفعته لاختيار «العربية» لإجراء الحوار، رافضاً كل الآراء التى قيلت فى هذا السياق، حيث اعتبرها لا تعكس معلومات بقدر ما تعكس تكهنات.
وجهة نظر مختلفة، قدمها د. نبيل عبدالفتاح، الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حيث قال: هناك ٣ قنوات إخبارية تتحكم فى حركة الشارع العربى، وهى: «العربية والجزيرة والحرة»، وقد استبعد الرئيس الأمريكى «الحرة» لاعتبارات تتعلق بكون تمويلها أمريكياً، وظهوره من خلالها سيشكك فى رسالته.
أما «الجزيرة» فقد وجدها أوباما شديدة الانحياز فى تغطياتها الإعلامية، ولا تلتزم بالفصل بين التمويل والإدارة، حيث تنحاز لتركيبات الحكم العربى فى إمارة قطر، خاصة بعد اكتشاف أوباما أن «الجزيرة» ما هى إلا محاولة قطرية للعب دور إقليمى فى المنطقة أكبر من حجمها، مما انعكس عليها فى أزمة غزة الأخيرة.
وأضاف عبدالفتاح: الجزيرة تحكمها إدارة أصولية سياسية، أما قناة «العربية»، فهى بالنسبة لأوباما محاولة للاعتدال تمارس فيها قواعد المهنية الإعلامية، من حيث فصل الإدارة عن التمويل، وأعتقد أن فائض «الكاريزما الأوبامية»، التى يتمتع بها الرئيس الأمريكى يتجاوز مشكلة انخفاض نسبة مشاهدة «العربية» مقارنة بـ«الجزيرة»، وأرى أن الخريطة الإعلامية يمكن أن تتغير على المدى القريب إذا استثمرت قناة «العربية» الحدث وعدلت من سياستها ولم تتأثر بسياسة السعودية الممولة للقناة.