قصص بعض الأمهات في دار المسنين
من منا لم يسمع عن عقوق الوالدين ومن منا لم يكن شاهد
عيان على عقوق الوالدين....احببت أن اسرد لكم ما قرأته في كتاب قصص
ومآس من عقوق الوالدين لكاتبه محمد بن صالح القحطاني....راجية أن نأخذ عبره
وموعظه
ولقد أخترت قصتين من ضمن عدة قصص اتمنى أن تكون خير عبره...
الأمومة إحساس تعجز عن وصفه كل لغات العالم،ولكن وسط
دوامة الحياة التي نعيشها نجد أن الأمومة تغيرت قولا وفعلا وأصبحت شيئا روتينيا
على الأبناء تقبله،لكن حينما تأخذهم مطالب الدنيا ينسون أن لهم أما ذاقت مرارة
الحياة من أجلهم ،وتخلت عن احتياجاتها الضرورية والأساسية لتلبي حاجات
أولادها حتى غير الضروري منها...
هكذا تضحي الأمهات من أجل أولادهن وهم يتنكرون لهذا الحب بعد مرور
السنين..هذه قصص لأمهات رمى بهن أبناؤهن في دار المسنين فلنقرأ آهاتهم
وتوجعاتهم:
تقول السيدة "ف.س"
أبلغ من العمر 74 عاما أم لثلاثة أولاد يشغلون مناصب مهمة في الدولة الابن
الأكبر رئيس نيابة والثاني مدير عام إحدى الشركات الكبرى والثالث رجل
أعمال..وصلو إلى المناصب المشرفة بعد عناء طويل وعذاب سنوات ضحيت من
أجلهم بكل غال وثمين في سبيل راحتهم أواجه مصيري في دار للمسنين.
انضممت إلى هذه الدار دون علمهم وبعد أن علموا اكتفوا بالاتصال علي
تليفونيا،والآن مر عام ونصف العام لي ولم يزرني منهم أحد ورغم مالاقيته منهم
لا أحمل إلا كل الحب وانا انتظار لقائهم الذي حتما سيجيء يوما ما حتى أضمهم
في صدري لأنهم بكل بساطة أولادي.....
وتقول السيدة"ص.م"
أبلغ من العمر 76 عاما،رزقني الله بأولاد من الذكور والإناث سهرت على تربيتهم
ورعايتهم تحملت من أجلهم الكثير وكنت سعيدة وأنا أرى كفاحي تنمو وتكبر.
التحقوا لأعلى المناصب بعد أن تخرجوا جميعا ولم أجد مكانا بينهم فكنت أقضي
مابين يومين وثلاثة أيام عند كل واحد فأحس بضيق أزواجهم وزوجاتهم مني..فلم
أعد أطيق أن أمكث في منزل ابني وزوجته تعاملني بجفاء ولا في منزل ابنتي
وزوجها متضايق مني فقررت أن أخرج من حياتهم جميعا وجئت إلى هذه الدار
التي وجدت فيها الحب والحنان الذي افتقدته في بيتي ومع أولادي وعندما علموا
ثاروا وغضبوا في أول الأمر وحاولوا مراجعتي في هذا القرارالذي اتخذته ولكن
أيام قليله وعادوا إلى ماكانوا عليه ورجعوا لأولادهم وحياتهم وتركوني في الدار
وعلمت أنهم حريصون على ثروتي من الأراضي والعقارات أكثر من حرصهم على
أمهم ..فقد خافوا على الثروة أن تضيع وأنا أعيش وحدي لذلك قررت أن أقسم
مالي وثروتي بينهم بشرع الله حتى أعيش هانئه ومرتاحه البال
والضمير وقررت أن أعيش في دار المسنين وأدعو الله أن يهديهم وأن يحضروا
لزيارتي بعد أن طال غيابهم عني،لأني فعلا أشتاق إليهم بعد أن بلغ العمر به
مبلغه.
والله ان هذه القصص قطعت قلبي وأنا اقرأها وأنا أكتبها...جعلنا الله ممن
يحفظون وآلديهم...
اتشوق لقراءة تعليقاتكم على هذه القصص الحزينه