الله يهديك يا كلاكيت 14 نوفمبر 2009:
حفيظ دراجي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الاعتداء الذي كان ضحيته عناصر المنتخب الجزائري في القاهرة وتحذير الفيفا للاتحاد المصري ومطالبته بضرورة توفير الحماية للوفد الجزائري, سرق كل الأضواء وجاء صدمة كبيرة لكل المتتبعين ,ولكنه جاء أيضا تحصيل حاصل لتلك الحملة القذرة والتحريض الذي مارسه بعض أشباه الإعلاميين على مدى أسابيع ,لينتقلوا بعدها من التعبئة إلى التضليل متهمين الجزائريين بافتعال الحادثة رغم أن السلطات المصرية اعترفت بما وقع, وتقدمت باعتذارها .
وبغض النظر عن هذا الذي يبقى وصمة عار في تاريخ الإعلام الرياضي العربي لا يسعني إلا أن أتوجه إلى جماهير الكرة في مصر والجزائر بدعوتها إلى عدم الانسياق وراء السموم التي يزرعها تجار الكلام, وبأن تتحلى بالحكمة مع ذاتها وتتهيأ للتعامل مع التأهل كما مع الإقصاء , دون أن ينعكس ذالك تماما على معنوياتنا , صحتنا وعلاقاتنا , ودون ضحايا بفعل الإفراط في الفرحة بالتأهل , أو الاستسلام للحزن و التشاؤم, بفعل الإقصاء لأن الكثير من الأمم خسرت كأس العالم , ولكنها حافظت على كيانها ووجودها واستمرت في العطاء واجتهدت , ثم فازت بكأس العالم .
أما نحن فمهما كان تفاؤلنا وثقتنا في عناصرنا وحظوظنا في التأهل إلى المونديال إلا أن ذلك لن يكون سوى فاكهة بعد الطعام لأننا نجحنا حتى قبل أن نتأهل :
-- نجحنا في تكوين منتخب وطني بروح وطنية, سيكون سيد القارة السمراء لسنوات قادمة ويعيد المجد الضائع للكرة الجزائرية. -- نجحنا في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بجدارة بعد غياب خلال الدورتين السابقتين كاد إثرها الأفارقة أن ينسوا اسم الجزائر.
-- نجحنا لأول مرة في تجاوز الحديث البيزنطي عن اللاعبين المحترفين والهواة أو بالأحرى المغتربين والمحليين , وصار يحق للجزائريين المغتربين أن يفتخروا بانتمائهم و يحلمون باللعب للخضر .
-- نجحنا في تغيير قوانين الفيفا واسترجاع حقوق الجزائريين من الجيل الثالث في الدفاع عن ألوان منتخبهم , وصار أبنائنا يعرضون خدماتهم بعدما كان بعضهم يرفضون نداء الجزائر ويحلمون باللعب لفرنسا.
-- نجحنا في لم شمل الجزائريين و مصالحتهم فيما بينهم , وتجنيدهم حول منتخبهم وبلدهم , ونجحنا في إعادة إحياء الروح الوطنية في نفوس شبابنا وهو مالم تفعله الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني .
-- نجحنا في إعادة بعث الأمل في نفوس الجزائريين ومنحنا لهم متنفسا وثقة في النفس بأنهم قادرون على رفع التحديات في كل زمان ومكان ومجال .
-- نجحنا في التحرر من عقدة نقص لازمتنا لسنوات طويلة بفعل المأساة والأزمات والانكسارات .
-- نجحنا في إعادة فرض احترام وتقدير بلد اسمه الجزائر صار على كل لسان يمثل رمزا للبطولات والتحديات بفضل منتخبه, وهو مالم يقدر عليه كل سفراء الجزائر في العالم , ومالم توفره كل أمال الخزينة العمومية .
نجاحنا الأكبر بغض النظر عن مباراة مصر يكمن في المحافظة على هذه الروح واستمرار شبابنا في التعلق بوطنهم والاعتزاز بانتمائهم وتجاوز خلافاتهم والنظر إلى المستقبل بكل تفاؤل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]