بالطبع جميعنا قد سمع و شاهد و قرأ ما يحدث من حرب نشأت من هتافات و شعارات بعض الجهلاء
و التي حولت رياضة (كرة القدم) الى حلبة مصارعة في القذف و السب و الإساءة
و غاب المعنى السامي الحقيقي للرياضة المبني على الإحترام
هذا هو المشهد المرصود من المبارة أو المعركة القادمة بين (مصر) و (الجزائر)
و من هذا الموضوع سأعبر عن تحليلي الخاص مما أتابعه و ارصده في جو المشاحنات بين البلدين
و سأحاول أن أكون محايدة في التحليل بعيدا عن جنسيتي
فتيل التعصب
هم نجوم رياضة سابقين و مذيعين يعتلون منابر في قنوات خاصة
و ظيفتهم هي نشر الهتافات و الشعارات المضادة
و مكسبهم الشهره من استعطاف الشعوب و المشاهدة
فقد شهد الإعلام في السنوات الأخيرة سيطرة القطاع الخاص عليه و انحسار دور القطاع العام (الأكثر مسؤولية)
خاصة في الرياضة
اصحاب هذه القطاعات هم في الغالب أغنياء
و ظيفتهم هي استغلال الثغرات و الاحتكاكات الفردية بين الشعوب و تعميمها لإستعطاف الشعوب و شحنهم بالكراهية ضد الطرف الآخر
بل حتى المذيعين من نفس البلد يتبادلون القذف فيما بينهم لأتفه الأسباب
و أخص بالذكر ما حدث بين
(مدحت شلبي) و ( علاء صادق)
مذيعي قناة مودرن سبورت
تراشق كل طرف التهم للآخر على شرط تأهل مصر للمونديال (2 -0) أم (3 -0)
و انتهت المعركة باستقالة (علاء صادق) و بقاء الآخر
(مدحت شلبي) أتى بالخارطة و رسم خط طول من مصر و الجزائر و بنى مثلث و قال أن المباراة الفاصلة ستقام في ألبانيا !!(راس المثلث المبني من نصف الخط بين البلدين)
و اصر على أن التأهل سيكون بهدفين
ننظر الآن للواقع المطروح
المباراة الفاصلة إن أقيمت ستكون في السودان
التأهل يحتاج لثلاث أهداف
فإنظر الى الإعلام!!!
و كيف يستغل البعض عواطف الشعوب لتحقيق الشهرة دون التحلي بالمصداقية
أو على الأقل التحري عنها
و بالأمس
شاهدت حادثة التراشق على نفس المحطة
وجدت النفي التام لما حدث (الفبركة)
و قد دفعني أسلوب الكلام الى درجة عالية من التصديق
و لكني بحكم أني محبة للاطلاع..
قرأت و تصفحت الكثير من المواقع الإخبارية للوقوف على حقيقة ما جرى بشكل محايد بقدر استطاعتي
و ما شاهدته في أكثر من فيديو و تصريح يوحي أن أحد الصبية قام برشق حافلة (فريق الجزائر) بحجارة أو اثنين أو ثلاثة
بالطبع هو عمل مذموم و غير مقبول و لكنه النتاج الطبيعي للمشاحنات المدارة بين الطرفين سواء في الاعلام الفضائي أو عبر المواقع
و النتيجة ايضا...
قيام لاعبي منتخب الجزائر بتكسير الحافلة (زجاج و كراسي)
أيضا عمل مذموم
(ردت فعل تفقدك الحق)
من المفترض أن يكون اللاعب قدوة
هو بذلك أظهر الكره الاحتقان الممتلئ به
ما أثار إنتباهي في القضية هو تزييف الإعلام من الطرفين للحقيقة و الذي أعتبره فتيل الفتنة
تشاهد المذيع و هو يلقي باللوم و الحجج على الفريق الآخر
بتكذيب الخبر أو بإفتعال الحدث
حتى صرت حائرةا و أنا أبحث عن الحقيقة الضائعة وسط الإحتقان و الكراهية
و ظل السؤال يدور في ذهني...
ليس من البادئ؟
و لكن ...لما كل هذا؟
و ماذا سيفعل الفريق المتأهل بعد الصعود و الذهاب إلى كأس العالم؟
هل سيحل مشكلة الفقر أو البطالة؟
أم فقد سنشاهده يلعب في الدور الأول 3 مباريات ثم بالسلامة
إن حالفه الحظ قد يلعب مباراة رابعه في الدور ال16
يعني تقريبا اسبوعين تلاته في جنوب أفريقيا و بعدين بالسلامة
هل يستحق هذا التراشق و الإحتقان و الكره من الطرفين!!
ديناميت التعصب
بالطبع هم الشعوب و الجماهير من الطرفين
ففي البلدين الفراغ السياسي هو السائد
لا يوجد أي دور سياسي للشباب
لا مؤسسات و لا جبهات سياسية ذات قرار قادرة على جذب الشباب الى حياة سياسية حقيقية
فما كان من هؤلاء الشباب الا و اتجهت كل ميولهم إلى الرياضة (كرة القدم)
نشاهد علم الدولة يرفرف و الوطنية على أشدها
بل حتى الأناشيد الوطنية القديمة التي صنعت ابان الحروب مع اسرائيل
صارت هي أناشيد كرة القدم!!
بالطبع للشعوب الحق في تشجيع منتخب بلادها
و لكن ما نشاهده من الطرفين ما هو الا استفزازات و كراهيات
تزيد الفرقة بين الشعوب و الدول
و تظل مخلفاتها عالقة في الأذهان مع الزمان
الإنفجار
سب - قذف - اساءات - استفزازات - تشهير -إلخ....
من يطلع على اليوتيوب سيعلم ما أقوله و يدرك الواقعأ
لاأدري أين هي العقول!!
لماذا يفضل كل شعب نفسه على الآخر و كأنه هو الملاك و الآخر هو الشيطان!!
هذا ما ارصده من الواقع المؤسف
انت الي بدأت....لأ إنت الي ضربت
بصراحة هكا بالعامية لو مكان الفيفا كنت أهلت زامبيا للمونديال و حرمت الشعوب المتعصبة.....
لما تفهم الروح الرياضية و الإحترام الأول تبقى تلعب كورة
و بالطبع يظل هناك أناس محترمين من الطرفين
هم أصحاب الأخلاق و المبادئ
و هم اصحاب الروح الرياضية
أخشى أن يأتي اليوم الذي يختفي فيه هؤلاء الناس
و تصبح حياتنا كرة تعصب
احترامي للجميع....