إنْ شِئـْتِ فامْضِ كَمِثْلِ خَدِيجَة
كَمِثْلِ نِسَاءِ الكِرَامِ الصّحَـابَة
بَيْنَكَ وَالطُّهْرِ أَقْوَى وَشِيجَـة
وَيَعْلُو جَبِينَك نُوُر النَّجَابــَة
وَإنْ شِئـْتِ سَيْراً وَرَاءَ الدُّمَى
بَقـَدْرٍ رَخِيصٍ أَخَسَّ الهِمـَم
يَرَاهَا الرّجالُ كَصَيْدٍ كَمـَـا
يَرَاها الذّئابُ كَلَحْمِ الغَنـَـم!
وَإِنْ شِئتِ كُوني حَلَيلَةَ حُـرِّ
قَويّ
العَزيمَةِ عَالي الجَبيــن
غَيُورٌ شُجاعٌ بِكَرّ وَفـَــرِّ
كَرِيمُ الخِصَالِ بمَجـْـدِ وَدِيْن
وَإنْ شِئْتِ لهَثْاً بِجَهـْلٍ وَطَيْشٍ
وَرَاءَ كَلامِ الهَوَىَ وَالغـَـزَل
وَعُمْر يَضِيعُ بَأَسْوَءِ عَيـْـشٍ
سَرَابِ الأَمَانيِ وَزَيْفِ الأَمـَل
وَإِنْ شِئْتِ كُوُنيِ كَـأُمّ الأُسُوُدِ
وَتَغْرِسُ فِيِهِمْ مَعَانـِي الرّجُوُلَة
بَعَزْمِ الجّهـَـادِ وَفـَلّ القًيُودِ
وَتَصْنَعُ جَيلاً عَظيَــمَ البُطُولَة
وَإِنْ شِئْتِ سَعْياً لَنَيْلِ الْوَظِيفَـه
مِنَ الْصُّبْحِ كَدْحاً وَحَتّى الظَّهِيرَة
فَتَذْبُلُ طَلْعَةُ وَجْـهٍ لَطِيفــَـه
وَيَفْسُدُ مِنْكِ صَفَاءُ السـَّـرِيرَة
وَإِنْ شِئْتِ زِيْدِي جمَاَلَ العُيـُون
وَسِحْرَ الرّمُوُشِ وَحَسْـنَ القَوَام
بِسِتْرِ الخّمـَارِ لِكَفّ العُيـُـون
وَحُبّ الصّيـامِ وَطـُولَ القّيَـام
وَإنْ شِئْتِ بـَذْلاً لهَـذاَ الجَمَـال
وَرِقَّةَ غُنْجٍ ،، ضَيـاءَ الخـُـدُوُد
لكلِّ وَضِيعٍ خَبيـثِ الخِصـَـال
وَعَبـْدِ الفَوَاحِشِ مِثْلَ القـُـرُوُد
وَإنْ شِئْتِ حِفْظـاً
لِعِرْضٍ رَفِيـْـع
كَرِيمٍ نَسيِــِـبٍ بَقَدْر عــَـلاَ
حَياؤُك دِرْعٌ كَحِصـْـنٍ مَنيَــع
وَإنْ مَالـَـتْ الأَبْصَارُ ... كَلاَّ وَلاَ