القسام عضو برونزي
عدد الرسائل : 12 العمر : 40 مستوى النضال : 27 تاريخ التسجيل : 20/06/2009
| موضوع: إحياء ذكرى 20 أوت 55/1956 الخميس أغسطس 20, 2009 4:34 pm | |
| :(
قرأ وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم أثناء إشارفه اليوم الخميس بالجزائر العاصمة على الاحتفالات المخلدة للذكرى المزدوجة لليوم الوطني للمجاهد 20 أوت 1955- 1956 كلمة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي أكد فيها أن هذه الذكرى تعد “بحق ترسيخا لإرادة شعب ثار على الظلم”.
و قال الرئيس بوتفليقة “فهذه الذكرى الرابعة و الخمسون ليوم 20 أوت الذي اتخذه المجاهدون عيدا لهم بكل ما حمل من المعاني و بما احتوى من التضحيات يعد بحق ترسيخا لإرادة شعب ثار على الظلم إذ فيه امتدت شعلة الانتفاضة لتذكي البركان المتحرك في كل ربوع الجزائر و كان فصل الخطاب فيما بين الأقدام و الأحجام من الارتياب في عزمه على مواصلة النضال من اجل تحرير البلاد”.
و اغتنم رئيس الجمهورية هذه المناسبة للتطرق إلى جهود الدولة المبذولة في العديد من القطاعات و المجالات سيما تلك المتعلقة بضمان الأمن و الاستقرار في البلاد ،مبرزا في ذات الشأن أن “الخيارات الإستراتيجية التي زكاها الشعب عبر الاقتراع العام أو عبر التمثيل البرلماني باعتبارها قناعات مشتركة تشكل وحدة الموقف الشعبي”.
و أكد الرئيس بوتفليقة “إننا لذاهبون بها (الخيارات الإستراتيجية) لا محالة إلى مداها الأخير” ذاكرا على سبيل المثال الاستمرار في الإبقاء على إجراءات المصالحة الوطنية كإحدى مرتكزات بناء السلم والاستقرار في البلاد من أجل توفير شروط التنمية بإعطاء الفرص إلى الذين غرر بهم ممن ضلت بهم السبل وتفرقت بين شريعة ديننا الحنيف وبين العناصر المرتزقة المأجورة التي تحترف الجريمة المنظمة والقتل العشوائي والتدمير الشامل للمجتمع الجزائري لأغراض مشبوهة ودنيئة”.
و أشار إلى أن الدولة قد أتاحت لهذه الفئة “الضالة” فرصا سانحة للعودة إلى جادة الصواب وإلى أحضان الشعب والاستفادة من إجراءات الوئام المدني والمصالحة الوطنية مؤكدا أنها “ما تزال على عهدها من منطلق قناعات الشعب الدينية ومسؤولياتها التاريخية وخياراته الإستراتيجية”.
و أكد أيضا أن “الدولة تملك الإرادة الصلبة والقوة الكافية للتصدي و بحزملكافة الذين خرجوا عن صفوف الأمة ورفضوا اليد التي امتدت إليهم بالصفح الجميل وأنكروا عليها حقها في الحياة والعيش بأمان والتزموا جانب المعصية ورابطوا في بؤر الجريمة و إذ اعتبر أن هذا السلوك ما هو إلا نهج آيل إلى الخسران والفشل الذريع”
أكد الرئيس بوتفليقة أن ما يدل على ذلك هو “ما اتسم به الإرهاب اليوم من عمليات دموية جبانة ومعزولة تؤكد فقدانه للمبادرة وانحساره يوما بعد يوم أمام ضربات قوات الجيش الوطني وأجهزة الأمن على اختلافها واستنكار الأمة قاطبة لأفعاله الشائنة وفي مقدمتها الدعاة والفقهاء وعلماء الدين”.
و نوه بجهود “كل الذين يقفون في وجه هؤلاء الأوغاد المارقين” مؤكدا أن “الجزائر شعب وقيادة تثق كل الثقة في قدرة مؤسساتها وكفاءة نسائها ورجالها ونزهاتهم في العمل بما تمليه عليهم ضمائرهم الخيرة وبما تستوجبه قوانين البلاد وأخلاق شعبهم”.
محطتان تاريخيتان محوريتان في الثورة التحريرية
تعتبر هجمات الشمال القسنطيني التي قادها الشهيد البطل زيغود يوسف ومؤتمر الصومام الذي ساهم في تنظيم الثورة والتمهيد للإعلان عن ميلاد الحكومة المؤقتة ، محطتين تاريخيتيين محوريتين في الثورة التحريرية وكانتا منعرجين مهمين في كفاح شعب من أجل الاستقلال.
وفي كل مرة يحيي الجزائريون هذه الأحداث المتميزة في تاريخ الثورة ليس فقط للذكرى ولكن لربط الأجيال الصاعدة بتاريخهم خاصة وأن ذكرى هجوم 20 أوت 1955ومؤتمر الصومام سنة 1956 كان لهما الفضل في دفع الثورة التحريرية إلى النجاح، وشكلا المنعرج الحاسم في مسيرتها البطولية من خلال إعطائها نفسا جديدا بالتطبيق الدقيق لإستراتيجية فك الحصار وتعميم الكفاح المسلح وإعادة تنظيمه.
ورغم اختلاف طريقة التنظيم للحدثين إلا أنهما يلتقيان عند حسن التدبير، فقد قرر قادة جيش التحرير الوطني في الشمال القسنطيني في 1955، وبعد مرور أقل من سنة على اندلاع الثورة شن هجوم كبير على حوالي 40 هدفا عسكريا واقتصاديا استعماريا كانت دواعيه فك الحصار المفروض على منطقة الأوراس وإبراز الطابع الشعبي للثورة وجلب انتباه المجموعة الدولية إلى “القضية الجزائرية”، خاصة وأنها تزامنت مع تحرك دبلوماسي على مستوى مؤتمر باندونغ المنعقد بين 18 و24 أفريل 1955، وخروجه بتوصية لرفع القضية الجزائرية إلى هيئة الأمم المتحدة.
وتمكنت تلك الهجمات من تحقيق كل أهدافها بفضل دقة التخطيط، حيث دعا قائد الولاية التاريخية الثانية الشهيد البطل زيغود يوسف الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 34 سنة إلى “ندوة عامة” لمناضلي المنطقة انتظمت بين 25 جوان و1 جويلية 1955 تحضيرا لهجوم 20 أوت.
وتبعا لتلك الأحداث والنتائج التي أفرزتها قرر قادة جبهة التحرير الوطني تنظيم مؤتمر موحد لقادة كل المناطق بالداخل والخارج واختاروا تاريخ 20 أوت 1956 موعدا للقاء، الذي تم في وادي الصومام بإيفري أوزلاقن بولاية بجاية، حيث شكل حلقة مهمة لتنظيم الصفوف وتحديد الأولويات والمسؤوليات، ولم يخيب ذلك المؤتمر آمال الشعب الجزائري بل خرج بقرارات هامة كانت بمثابة نقطة تحول مهمة في مسيرة الكفاح حيث وضع أسس استمرار الثورة لسنوات أخرى وهيأ الأرضية لدخول معركة سياسية، وكان بمثابة قاعدة مهدت لتنظيم تسيير شؤون الدولة.
أما على المستوى الخارجي فكان الهجوم يرمي إلى لفت أنظار العالم إلى القضية الجزائرية وتدويلها وتعريف الرأي العام العالمي بها، فسجلت الجمعية العامة بفضل موقف بلدان عدم الانحياز المسألة الجزائرية في جدول أعمال دورة سنة 1955.
وحقق هذا الحدث التاريخي صدى إعلاميا كبيرا مما شجع الجزائريين على الانضمام للثورة، وجعل المعمرين يشككون في مقدرة جيشهم على القضاء على الثوار مما نمى لدى بعضهم فكرة مغادرة الجزائر لتحطم بذلك أسطورة الجيش الفرنسي الذي لا يقهر، وتعزز الروح القتالية لدى المجاهدين وتثبت قدرتهم على التخطيط والتنسيق.
المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية
| |
|