بلبل الإتحاد وسام شخصية المنتدى
عدد الرسائل : 804 العمر : 36 الموقع : أين ما يكون الإتحاد يكون بلبل الإتحاد العمل/المهنة : عضو مكتب شعبة عبد الحفيظ سعيد تبسة مستوى النضال : 1588 تاريخ التسجيل : 04/02/2009
| موضوع: التوبة الخميس فبراير 26, 2009 6:42 pm | |
| الحمد لله الملك الوهاب الرحيم التواب خلق الناس من تراب وهيئهم لما يكلفون به بما أعطاهم من العقول والألباب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما …
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى .........اتقوا الله ..........وتوبوا إليه فإن الله يحب التوابين.......... واستغفروه من ذنوبكم فإنه خير الغافرين ..........توبوا إلى ربكم مخلصين له ..........أقلعوا عن المعاصي ............اندموا على ما فعلتم منها....... اعزموا على أن لا تعودوا إليها فإن هذه هي التوبة النصوح التي أمركم الله بها في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التحريم)
أيها الناس ليست التوبة أن يقول الإنسان بلسانه أتوب إلى الله .....ليست التوبة أن يقول الإنسان بلسانه اللهم تب عليه وهو مصر على معصية الله ....إن الذي يقول هذا بلسانه وهو مصر على المعصية إنه أشبه ما يكون مستهزئاً بربه عز وجل ....إنه ليست التوبة أن يقول الإنسان مثل هذا القول وهو متهاون غير مبال بما جرى منه من معصية ....ليست التوبة أن يقول ذلك وهو عازم على أن يعود إلى معصية الله ومخالفته
أيها الناس توبوا إلى ربكم قبل غلق باب التوبة عنكم فإن الله يقبل التوبة من عبده ما لم يغرغر بروحه فإذا بلغت الروح الحلقوم فلا توبة يقول الله عز وجل (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:17) وليست التوبة للذين يعملون السيئات ( حتى إذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً)(النساء)
فبادروا أيها المسلمون بالتوبة فإنكم لا تدرون متى يفجأكم الموت ....ولا تدرون متى يفجأكم عذاب الله استمعوا إلى قول ربكم عز وجل (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (لأعراف:97-99)
عباد الله هل أمنتم مكر الله .....هل أمنتم مكر الله يمدكم بالنعم المتنوعة وبالأمن التام وأنتم تبارزونه بالمعاصي .....أما ترون ما وقع بالعالم في كثير منهم من الضيق في العيش والمحن من المجاعة ونقص المحاصيل والقحط أحاطت بكثير من البلاد ولا يزال المفكرون يبحثون في تأمين الغذاء للعالم أفلا تخافون أن يحل ذلك بكم إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102)
أيها المسلمون إن من أعظم العقوبات قسوة القلوب ومرضها وإن الكثير الآن قلوبهم قاسية يسمعون المواعظ والزواجر ويقرءونها في كتاب الله وسنة رسول الله وكأنهم لا يسمعون... الجيد منهم إذا سمع الموعظة وعاها حين يسمعها فقط فإذا فارقها خمدت نار حماسه ..واستولت الغفلة على قلبه وعاد إلى ما كان عليه من عمل كثير من الناس يسمع المواعظ تقرع أذنيه في عقوبة ترك الصلاة وإضاعتها ولكنه لا يبالي بذلك والله عز وجل يقول (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً * إِلَّا مَنْ تَابَ )(مريم: من الآية 59-60) ولكن هذا لا يتوب وكأنه لا يسمع المواعظ في عقوبة مانع الزكاة ...وعقوبة من يتبع الردئ من ماله فيزكي به ولكنه لا يبالي بمنع الزكاة أو بخروج الأردأ يقدم الشح على البذل في طاعة الله والله يقول (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)(البقرة: من الآية267)..... يسمع هذا كله وهو مصر على منع الزكاة يحرم نفسه خيرات ماله ويدخره لغيرهم وفي الحديث ( ما ظهرت الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشى فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولا نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدواً من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم )
أيها الناس إنه لا توبة مع الإصرار ....كيف يكون الإنسان تائباً من ذنب وهو مصر عليه كيف يكون الإنسان تائباً من غش الناس وهو لا يزال يغش في بيعه وإجارته وجميع معاملاته..... كيف يكون تائباً من الغيبة أكل لحوم الناس وهو يغتابهم في كل مجلس سنحت له الفرصة فيه ....كيف يكون تائباً من أكل أموال الناس بغير حق وهو يأكلها تارة بدعوى ما ليس له وتارة بإنكار ما عليه وتارة بالكذب في البيع وغيره وتارة بالبقاء في ملك غيره بغير رضاه يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من كان لأخيه عنده مظلمة من مال أو عرض فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إلا الحسنات والسيئات )
أيها المسلمون إن التوبة الكاملة كما تتضمن الإقلاع عن الذنب ...والندم على فعله ...والعزم على أن لا يعود إليه... تتضمن كذلك العزم على القيام بالمأمورات ما استطاع العبد فبذلك يكون من التوابين الذين استحقوا محبة الله ورضاه (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)(البقرة: من الآية222) قال الله عز وجل (وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً) (الفرقان:71)
فتوبوا أيها المسلمون إلى ربكم واستغفروه بطلب المغفرة منه بألسنتكم وقلوبكم ....وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ...اخرجوا من المظالم في حق الله وفي حق عباد الله بادروا بالتوبة قبل أن يأخذكم الموت فيحال بينكم وبينها وتموتوا على معصية الله
إن بعض الناس تغره الأماني ويغره الشيطان فيسوف بالتوبة ويؤخرها حتى يقسو قلبه بالمعصية والإصرار عليها فتغلق دونه الأبواب أو يأخذه الموت قبل المهلة في وقت الشباب اللهم وفقنا للمبادرة بالتوبة من الذنوب والرجوع إلى ما يرضيك عنا في السر والعلانية فإنك علام الغيوب اللهم أغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين …
الحمد لله على إحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وسلطانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أيده الله بالآيات البينات صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما | |
|
بنت كتائب القسام عضو ذهبي
عدد الرسائل : 386 العمر : 32 العمل/المهنة : طالبة مستوى النضال : 667 تاريخ التسجيل : 07/02/2009
| موضوع: رد: التوبة الخميس فبراير 26, 2009 6:46 pm | |
| | |
|