نسمع بين الفينة والاخرى اخبارا مؤلمة عن اخ انفصل عن ركب التنظيم والتفت الى حظ نفسه او دنياه او هواه او شهوته، ونتالم لفراقه ونحس ان فراقه انما هو فراق عضو من اعضاء اجسادنا، افلا يحزن الانسان عندما يفقد احد اعضائه؟؟..بلا..
لكنه من الطبيعي ان يتساقط في الطريق الضعفاء من القوم-كما ذكرت ذلك سالفا في مقالي المعنون بـ:المتساقطون على ابواب الاتحاد كيف ولماذا؟- فكلما اتسع ميدان العمل وازداد عدد الاعضاء كلما كثرت هاته الظاهرة لان التربية والمراقبة في القلة تكون اعمق وابلغ وكلما جاء الانفتاح وقلت المراقبة واصبح التساهل وملأ الاستمارات واعطاء صفة العضوية لكل من هب ودب السمة البارزة ، تسلل الى المنظمة الغط والسمين فيدخل صاحب المصلحة وصاحب الهوى ثم بين الفينة والاخرى عندما تاتي الفتن والابتلاءات فان الضعفاء لا يستطيعون المقاومة لان اتحادنا يحتاج الى تضحية بالنفس والنفيس والغالي والرخيص ولهذا يكثر التساقط ..
والغريب في الامر ان هؤلاء المتساقطون تراهم بعد هذا السقوط يطرحون تبريرات لانخلاعهم عن مسيرة التنظيم.
فغالبا ما يحملون اخوانهم في المنظمة سبب خروجهم وتخلفهم بانهم لم يرعوهم حق رعايتهم او لم يقدرون قدراتهم ومواهبهم ..ولم ..ولم ...وهكذا مبررات خداعة يوهمون بها الناس انهم على حق وكل المناضلين والمناضلات هم على باطل..
ولعل الذي يؤسف اكثر ان يستمر ذلك المتخلف عن المنظمة زمنا طويلا خاصة بعد ان يحس بالضعف وبالحاجة الماسة الى اخوانه فهو ما كان يحس بقيمة الجماعة وقيمة العمل في سبيل الله فالاولى بهؤلاء المتساقطين ان يعودوا الى حضن التنظيم بدل ان تاخذهم العزة بالاثم..
لكن للاسف فان البعض منهم اذا انفصلوا عن جسد التنظيم والعمل في سبيل الله تراهم يطرحون كل جهدهم وطاقتهم في محاربة التنظيم فيعينون على شق الصف وتصديع القلوب بالاراجيف وتتبع عورات القيادات وتجسيم الاخطاء حتى يجعل من الحصاة جبلا ومن الخطأ الصغير موبقة من الموبقات ويسلط الاضواء على ما ستره الله ناسين ان اعضاء الاتحاد ماهم الا جماعة من البشر يخطئون وياكلون الطعام ويمشون في الاسواق وليسوا ملائكة مقربين فعملهم صواب يحتمل الخطا او خطا يحتمل الصواب اللهم ان كان يظن هؤلاء اننا ملائكة ..
فترى الكثير منهم بدل من ان يقول لاصاحبه وهو يحاورهم: تعالوا بنا نؤمن ساعة -كما قالها احد الصحابة لاخوانه – تجده يقول لهم: تعالوا بنا نغتب ساعة.... فعضو مكتب وطني الفولاني فيه كيت وكيت ورئيس الفرع العلاني فيه كذا وكذا ورئيس الشعبة الفلانية ليس منضبطا ورئيسة لجنة الاعلام او الثقافية او البيداغوجية في شعبة كذا وجدتها مع كذا وكذا...وووو..وهكذا اكاذيب واراجيف..واتهامات ولا يبقى في الساحة الا هم، فهم المعصومون وكل من سواهم هالك وهم على حق وكل الجماعة التي اوجدتهم من العدم وكانت سبب في تربيتهم وتثقيفهم وصبرت على اذاهم وعيوبهم وقد اوجدتهم نبتة صغيرة تكفئها الرياح يمينا وشمالا الى ان صاروا اشجار اصلها ثابت وفرعها في السماء ..اما وقد صاروا كذاك فقد حق لهم -في نظرهم- ان ينتقدوا المنظمة وافرادها ووالله انه ليحق فيهم قول الشاعر
اعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
فما كان ينبغي ان يكون حظ التنظيم منكم هذا..
